لشراء حاجتنا .. استقبل أيوبَ ذلك الرجلُ الذي فَارَقَه ولَزِمَ عَمْرَو بنَ عُبَيدٍ؛ أي: جاءه من قبالته ووَاجَهَه (فسَلَّمَ عليه) أي: على ذلك الرَّجل (أيوبُ) السَّخْتِياني (وسَأَلَهُ) أي: سَأَلَ أيوبُ ذلك الرجلَ عن سبب فراقه إياه: هل أَنْتَ مريضٌ أم مسافرٌ؟
(ثُمَّ) بعد سؤاله إياه عن سبب فراقه واعتذاره بعذر كاذب (قال له) أي: لذلك الرَّجل (أيوبُ: بَلَغَني) فيما سمعتُ من النَّاس في شأنك (أنَّك) أيها الرجلُ المُعْتَذِرُ (لَزِمْتَ) وصَاحَبْتَ (ذاكَ الرجلَ) الكَذَّابَ لاستماعِ دَرْسه وأخْذِ الحديث عنه.
(قال حَمَّادٌ: سمَّاه) أي: سمَّى أبوُ الرجلَ المُشارَ إليه بقوله: (ذاك الرَّجل) أي: ذَكَرَ أيوبُ اسمَهُ وصَرَّحَ بقوله: بَلَغَني أنَّكَ لَزِمْتَ عَمْرَو بنَ عُبَيدٍ، قال عُبَيدُ اللهِ بن عُمَرَ:(يعني) وَيقْصِدُ حَمَّادٌ بضمير سَمّاه (عَمْرًا) ابن عُبَيد.
(قال) حَمَّادٌ: (يقولُ له) أي: لذلك الرجلِ الطالبِ الذي يمدح عَمْرَو بن عُبَيدٍ، أي: فقال له (أيوبُ) السَّخْتِياني: (إنَّما نَفِرُّ) بكسر الفاء من فَرَّ يَفِرُّ من باب ضَرَبَ، أي: نهربُ، وقال حَمَّادٌ (أو) قال له أَيُّوب: إنما (نَفْرَقُ) بفتح الراء، ونخافُ، من فَرِقَ يَفْرَقُ من باب طَرِبَ إذا خاف؛ أي: نخافُ (من تلكَ) الأحاديث (الغرائبِ) التي يُحَدِّثُ بها عَمْرُو بن عُبَيدٍ؛ أي: مِنْ أن يَفْتَتِنَ بها النَّاسُ فيَضِلُّوا عن دينهم، والشكُّ من حَمَّادٍ في إحداهما.