قال ابن عدي: حدثنا أحمد بن محمد الغَزِّي، حدثنا محمدُ بن حماد الطهْراني، حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن أبان عن أنس: قال رجل: يا رسول الله؛ أوصني، قال:"خُذ الأمر بالتدبير، فإن رأيت في عاقبتِه خيرًا .. فامْضِ، وإنِ خِفْتَ غَيًّا .. فامْسِكْ! .
وبه مرفوعًا: "من اغتيب عنده أخوه المسلم فاستطاع نصره فنصره .. نصره الله في الدنيا والآخرة، فإن لم ينصره .. أدركه الله به في الدنيا والآخرة، .
وقال عمرو بن أبي سلمة: حدثنا زهير، حدثنا أبان وحميد عن أنس رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: {وَآتَيتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا} قال: "ألف دينار".
قلت: هذا من مناكير زهير بن محمد، قال ابن عدي: أرجو أنه لا يتعمد الكذب، وعامة ما أتى به من جهة الرواة عنه.
ويُروى أن مالك بن دينار لقي أبانًا فقال: إِلَى كَمْ تُحدِّثُ الناسَ بالرخَصِ؟ فقال: يا أبا يحيى؛ إني لأَرْجُو أن تَرى مِنْ عفو الله ما تَخْرِقُ له كِسَاءَكَ هذا مِنَ الفرح.
ورُوي أن أبانا رأوه بالمنام فقال: أوقفني الله بين يديه فقال: ما حَملَك على أن تكثر للناس من أبوابِ الرجاء؟ فقال: يا رب؛ أردت أن أُحببكَ إلى خَلْقِك فقال: قد غفرْتُ لك. اهـ من "الميزان"(١/ ١٠ - ١٥) مع زيادة من "التهذيب"(١/ ٩٧ - ١٠١).
ثُمَّ ذكر المؤلفُ رحمه الله تعالى الشَّاهِدَ لأثرِ أبي عَوَانة فقال:
[٧٩](وحَدثَنا سُويدُ بن سعيدِ) بن سهل الهرويُ الأصلِ، ثم الأنباريُّ، ثم الحَدثاني أبو محمد.
روى عن حفص بن مَيسَرة وحَماد بن زيد ومالك وخَلْق، ويَرْوي عنه (م ق) والفِريابي والبغَوي، قال أحمدُ: أرجو أن يكون صدوقا.
وقال في "التقريب": صدوق، إلا أنه عَمِيَ فصار يَتلقَّن ما ليس من حديثه، وأَفْحَشَ فيه ابنُ مَعِين فكَذَّبه، قال البخاري: مات سنة أربعين ومائتين وله مائة سنة، من قُدماء العاشرة.