للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إلا أَنْ أَقُولَ بِهِ فِي عِبَادِ اللهِ. هكَذَا (حَثَا بَينَ يَدَيهِ) وَهكَذَا (عَنْ يَمِينِهِ) وَهكَذَا (عَنْ شِمَالِهِ) "قَال: ثُمَّ مَشَينَا فَقَال: "يَا أَبَا ذَرٍّ! " قَال: قُلْتُ: لَبَّيكَ يَا رَسُولَ اللهِ! قَال: "إِنَّ الأكثَرِينَ هُمُ الأقَلُّونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. إلا مَنْ قَال هكَذَا وَهكَذَا وَهكَذَا" مِثْلَ مَا صَنَعَ فِي الْمَرَّةِ الأوُلَى. قَال: ثُمَّ مَشَينَا. قَال: "يَا أَبَا ذَرٍّ، كَمَا أَنْتَ

ــ

أريد بقاء دينار منه عندي (إلا أن أقول به) أي إلا أن أصرفه وأنفقه (في) حوائج (عباد الله) سبحانه وتعالى قدامًا ويمينًا وشمالًا وفي بعض الهوامش أي ما أحب كون أحد ذهبًا بقي عندي منه دينار في مساء الليلة الثالثة إلا أن أنفق به في عباد الله وأصرفه في حوائجهم وفي إحدى روايات البخاري فلما أبصر أحدًا قال ما أحب أنه يتحول لي ذهبًا يمكث عندي منه دينار فوق ثلاث.

وقوله: (إلا أن أقول به) إلخ أي أصرفه وأنفقه ففيه إطلاق القول على الفعل كما مر مرارًا.

قال العسقلاني: هو استثناء بعد استثناء فيفيد الإثبات فيؤخذ منه أن نفي محبة المال مقيد بعدم الإنفاق فيلزم محبة وجوده مع الإنفاق فما دام الإنفاق مستمرًا لا يكره وجود المال وإذا انتفى الإنفاق ثبتت كراهية وجود المال ولا يلزم من ذلك كراهة حصول شيء آخر ولو كان قدر أحد أو أكثر منه مع استمرار الإنفاق اهـ منه وذكره القسطلاني أيضًا أي إلا أن أنفقه في عباد الله إنفاقًا كائنًا (هكذا) قال أبو ذر في تفسير هكذا أي: (حثا) ورمى النبي صلى الله عليه وسلم وحفن (بين يديه و) إنفاقًا كائنًا (هكذا) أي: حثا (عن يمينه و) إنفاقًا كائنًا (هكذا) أي حثا (عن شماله) والمراد بهذه الجهات ما ينفق فيه من جميع وجوه المكارم والخيرات (قال) أبو ذر: (ثم) بعد ما قال ذلك الكلام (مشينا) سويعة (فقال) لي: (يا أبا ذر قال) أبو ذر: (قلت) مجيبًا له: (لبيك يا رسول الله قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الأكثرين) أموالًا في الدنيا (هم الأقلون) أجرًا وثوابًا (يوم القيامة) وهذا في حق من كان مكثرًا ولم يتصف بما دل عليه الاستثناء المذكور بقوله: (إلا من قال) منهم بأمواله أي: إلا من صرفها وأنفقها (هكذا) أي بين يديه (و) صرفها (هكذا) أي يمينه (و) صرفها (هكذا) أي شماله قال أبو ذر: صنع النبي صلى الله عليه وسلم في الإشارة (مثل ما صنع في المرة الأولى) يعني حثا بين يديه وعن يمينه وعن شماله (قال) أبو ذر: (ثم) بعد ما قال ذلك (مشينا) سويعة ثم (قال: يا أبا ذر) كن (كما) كنت (أنت) عليه الآن أي الزم

<<  <  ج: ص:  >  >>