للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَال: قُلْتُ: لَا جَرَمَ لَا أَرْفَعُ إِلَيهِ بَعْدَهَا حَدِيثًا.

(٢٣٢٩) (٠) (٠) حدَّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيبَةَ. حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ. قَال: قَسَمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ قَسْمًا. فَقَال رَجُلٌ: إِنَّهَا لَقِسْمَةٌ مَا أُرِيدَ بِهَا وَجْهُ اللهِ. قَال: فَأَتَيتُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ فَسَارَرْتُهُ. فَغَضِبَ مِنْ ذلِكَ غَضَبًا شَدِيدًا. وَاحْمَرَّ وَجْهُهُ حَتَّى تَمَنَّيتُ أَنِّي لَمْ أَذْكُرْهُ

ــ

(قال) عبد الله: (قلت لا جرم) أي أقسمت بالله على أن (لا أرفع) ولا أخبر (إليه) صلى الله عليه وسلم (بعدها) أي بعد هذه المرة (حديثًا) وكلامًا سمعته من الناس لما رأيت في وجهه من الغضب الشديد قال في القاموس (لا جرم) أي لا بد أو حقًّا أو لا محالة أو هذا أصله ثم كثر حتى تحول إلى معنى القسم اهـ وقد أطلنا البحث في لا جرم في تفسيرنا حدائق الروح والريحان فراجعه إن أردت الخوض في هذا المقام والله أعلم.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد (١/ ٤١١) والبخاري (٦٣٣٦).

ثم ذكر المؤلف المتابعة في حديث عبد الله رضي الله عنه فقال:

(٢٣٢٩) (٠) (٠) (حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا حفص بن غياث) بن طلق بن معاوية النخعي الكوفي (عن الأعمش عن شقيق) بن سلمة (عن عبد الله) بن مسعود رضي الله عنه.

وهذا السند من خماسياته رجاله كلهم كوفيون غرضه بيان متابعة الأعمش لمنصور بن المعتمر.

(قال) عبد الله: (قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم قسمًا) من الغنائم بين المؤلفة قلوبهم (فقال رجل) من الحاضرين اسمه معتب بن قشير من بني عمرو بن عوف وكان من المنافقين: (إنها) أي إن هذه القسمة (لقسمة ما أريد بها وجه الله) أي رضاه والإخلاص له (قال) عبد الله: (فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فساررته) أي فكلمته سرًّا (فغضب من ذلك) الذي أخبرته (غضبًا شديدًا) حتى ظهر عليه أثره (واحمر وجهه) الشريف.

قال الحافظ: فيه أن أهل الفضل قد يغضبهم ما يقال فيهم مما ليس فيهم ومع ذلك فيتلقون ذلك بالصبر والحلم كما صنع النبي صلى الله عليه وسلم اقتداء بموسى عليه السلام فندمت على إخباره ذلك الخبر (حتى تمنيت) ووددت (أني لم أذكره) أي لم أخبر

<<  <  ج: ص:  >  >>