للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَال: لَمَّا نَزَلَتْ هذِهِ الآيَةُ: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيطِ الْأَسْوَدِ} [البقرة: ١٨٧] قَال: كَانَ الرَّجُلُ يَأخُذُ خَيطًا أَبْيَضَ وَخَيطًا أَسْوَدَ. فَيَأْكُلُ حَتَّى يَسْتَبِينَهُمَا. حَتَّى أَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {مِنَ الْفَجْرِ} [البقرة: ١٨٧]:

ــ

خالد الأنصاري الخزرجي الساعدي أبو العباس المدني الصحابي المشهور رضي الله عنه.

وهذا السند من رباعياته رجاله اثنان منهم مدنيان واثنان بصريان.

(قال) سهل: (لما نزلت هذه الآية) يعني قوله تعالى: ({وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيطِ الْأَسْوَدِ} قال كان الرجل) منَّا (يأخذ خيطًا أبيض وخيطًا أسود) وفي البخاري (فكان رجال إذا أرادوا الصوم الحديث).

قال الحافظ: ولم أقف على تسمية أحد منهم ولا يحسن أن يفسر بعضهم بعدي بن حاتم لأن قصة عدي متأخرة عن ذلك كما سبق ويأتي اهـ.

(فيأكل حتَّى يستبينهما) أي حتَّى يظهر له بيان أحد الخيطين وتميزه عن الآخر بلونه وقوله (حتَّى أنزل الله عزَّ وجلَّ) لفظة: {مِنَ الْفَجْرِ} غاية لقوله (كان الرجل يأخذ خيطًا).

قال القرطبي: حديث عدي يقتضي أن قوله {مِنَ الْفَجْرِ} نزل متصلًا بقوله {مِنَ الْخَيطِ الْأَسْوَدِ} بخلاف حديث سهل فإنه ظاهر في أن قوله {مِنَ الْفَجْرِ} نزل بعد ذلك لرفع ما وقع لهم من الإشكال.

قال الحافظ رحمه الله: قصة عدي متأخرة لتأخر إسلامه كما قدمته وقد روى ابن أبي حاتم من طريق أبي أسامة عن مجالد في حديث عدي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له لما أخبره بما صنع (يا بن حاتم ألم أقل لك من الفجر) وللطبراني من وجه آخر عن مجالد وغيره (فقال عدي يا رسول الله كل شيء أوصيتني قد حفظته غير الخيط الأبيض من الخيط الأسود إني بت البارحة معي خيطان أنظر إلى هذا وإلى هذا قال: إنما هو الَّذي في السماء) فتبين أن قصة عدي مغايرة لقصة سهل فأما من ذكر في حديث سهل فحملوا الخيط على ظاهره فلما نزل {مِنَ الْفَجْرِ} علموا المراد فلذلك قال سهل في حديثه (فعلموا أنما يعني الليل والنهار) وأما عدي فكأنه لم يكن في لغة قومه استعارة الخيط للصبح وحمل قوله {مِنَ الْفَجْرِ} على السببية فظن أن الغاية تنتهي إلى أن يظهر تمييز أحد الخيطين من الآخر بضياء الفجر أو نسي قوله {مِنَ الْفَجْرِ} حتَّى ذكره بها النبي صلى الله عليه وسلم وهذه الاستعارة معروفة عند بعض العرب قال الشاعر:

<<  <  ج: ص:  >  >>