القاري: أي حتَّى غرب أكثرها أو كادت أن تغرب، وقوله (وذهبت الصفرة قليلًا) أي ذهابًا قليلًا معطوف على غربت وقوله (حتَّى غاب القرص) أي قرص الشمس وخبزها وجرمها كلها بدل من قوله حتَّى غربت الشمس أي لم يزل واقفًا حتَّى غاب القرص كله وذهب بعض الصفرة، هذا ما ظهر للفهم السقيم، ويؤيده قول القاري (حتَّى غاب القرص) أي جميعه، وقول النواوي: وهذ! بيان لقوله (غربت الشمس وذهبت الصفرة) فإن هذه تطلق مجازًا على مغيب معظم القرص فازال ذلك الاحتمال بقوله (حتَّى كتاب القره) كله والله أعلم (وأردفَ أسامةَ) أي أركب (خلفه) على ناقته أسامة بن زيد بن حارثة مولاه (ودفع رسول الله صلى الله عليه وسلم) أي ذهب من عرفة إلى مزدلفة (و) الحال أنَّه (قد شنق) بفتح الشين المعجمة والنون الخفيفة فقاف، يقال شنقت البعير شنقًا من باب قتل إذا كففته ورفعت رأسه بزمامه وأنت راكبه كما يفعل الفارس بفرسه اهـ مصباح؛ أي ضم وضيق (للقصواء الزمام) أي الحبل الَّذي يجعل في رأسها أي ضَمَّه وضيقه عليها وكفها لئلا تسرع لوجود الزحام والزمام والخطام ما يشد به رؤوس الإبل من حبل أو سير أو نحوه لتقاد وتساق به، قال عياض في المشارق: وقد فسره بقوله (حتَّى إن رأسها) أي ضيق عليها الزمام حتَّى إن رأسها (ليصيب مورك رحله) بفتح الميم وسكون الواو وكسر الراء فكاف؛ قطعة من أديم محشوة شبه مخدة تجعل في مقدم الرحل يضع الراكب رجليه عليها متوركًا ليستريح من وضعهما في الركاب، والمراد بذلك أنَّه بالغ في جذب رأسها إليه ليكفها عن الإسراع، ورحله بفتح الراء وحاء مهملة، قال القسطلاني: وفي نسخة من مسلم رجله بكسر الراء بعدها جيم، قال النواوي: وفي هذا استحباب الرفق في السير من الراكب بالمشاة وبأصحاب الدواب الضعيفة (ويقول بيده اليمنى) أي يشير بها إلى الناس بالتمهل وعدم العجلة في السير قائلًا بلسانه (أيها الناس) الزموا (السكينة السكينة) مرتين يعني الرفق والوقار والطمأنينة وعدم الزحمة بالنصب على الإغراء بعامل محذوف وجوبًا كما قدرناه.
(كلما أتى) وجاء (حبلًا من الحبال) أي رملًا من الرمال المجتمعة، والحبال بحاء