للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

خَاتَمِ النَّبِيِّينَ،

ــ

و(مُحَمَّدٌ) عَلَمٌ لا صفةٌ، منقولٌ لا مُرْتَجَل، من اسم مفعول حُمِّد المُضَعَّف العين.

وضابطُ المنقولِ: هو الذي سَبَقَ لهُ استعماذ في غير العلمية ثم نُقِلَ إِليها، وضابطُ المُرْتَجَلِ: هو الذي لم يَسْبِقْ له استعمالٌ في غير العلميةِ، فالأول كمُحَمَّد، والثاني كسُعاد.

وهو في الأصل: اسمُ مفعولٍ من حُمِّد المُضَعَّفِ العين المبنيِّ للمجهول، ومعناه: مَنْ كَثُرَ حَمْدُ الناسِ لهُ بكثرةِ خصالهِ الحميدة، فلذلك سُمِّيَ به نبيُّنا مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم (١).

وقد قيل لجدّه عبد المطلب -وقد سَمَّاه في سابع ولادته لموت أبيه قبلها-: لِمَ سَمَّيتَ ابنَك مُحَمَّدًا وليس من أسماء آبائه ولا قومك؟ فقال: رَجَوْتُ أَنْ يُحْمَدَ في السماء والأرض. وقد حَقَّقَ اللهُ رجاءَه كما سَبَقَ في عِلْمِهِ. اهـ بزيادة ما بين الشرطتين.

(خَاتَمِ النبيين) أي: آخرِهم بَعْثًا وشَبَحًا -أي: ذاتًا- وأولهم فَضْلًا وقُرْبا، فلا نبيَّ بعدَه بل ولا مَعَه؛ لقوله لعليٍّ رضي الله عنه: "أنتَ منِّي بمنزلة هارون من موسى إِلَّا أنه لا نَبِيَّ بعدي" أخرجه الشيخان (٢).


(١) قال الإِمام أبو العباس القرطبي: (ومُحَمَّدٌ: مُفَعَّل من الحمد، وهو الذي كَثُرَتْ خصالُه المحمودةُ، قال الشاعر:
......................... ... إِلى الماجدِ القَرْمِ الجوادِ المُحَمَّدِ
ولمَّا لم يكن في الأنبياء ولا في الرُّسُل مَنْ له من الخصال المحمودة ما لنبيِّنا. . خَصَّهُ اللهُ من بينهم بهذا الاسم، كيف لا؟ ! وهو الذي يَحْمَدُه أهلُ المَحْشَر كُلُهم، وبيده لواءُ الحمدِ تحتَه آدمُ فمَنْ دونه) "المفهم" (١/ ٨٧ - ٨٨).
(٢) اللفظ المذكور أخرجه الإِمام مسلم في "صحيحه" (٤/ ١٨٧٠) في كتاب فضائل الصحابة (٤ - باب من فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه) حديث رقم (٢٤٠٤/ ٣٠) عن سَعْد بن أبي وقاص رضي الله عنه، وأخرجه الإِمام مسلمٌ أيضًا في الموضع المذكور برقم (٢٤٠٤/ ٣١ - ٣٢)، والبخاري في "صحيحه" (٧/ ٧١) بشرح "فتح الباري" في كتاب=

<<  <  ج: ص:  >  >>