أبي عياش الأسدي مولاهم مولى الزبير بن العوام أخي موسى بن عقبة صاحب المغازي المدني، روى عن كريب في الحج واللباس، وعروة وابن المسيب، ويروي عنه (م د س ق) وابن المبارك ومالك والسفيانان، وثقه أحمد وابن معين، وقال في التقريب: ثقة، من السادسة، مات سنة (١٦٩) تسع وستين ومائة في خلافة هارون (عن كريب مولى ابن عباس قال) كريب (سمعت أسامة بن زيد) رضي الله عنهما. وهذا السند من خماسياته رجاله ثلاثة منهم مدنيون وواحد مروزي وواحد كوفي، وغرضه بيان متابعة إبراهيم بن عقبة لموسى بن عقبة، ومن فوائده تصريح سماع كريب من أسامة حالة كون أسامة (يقول أفاض) أي دفع (رسول الله صلى الله عليه وسلم من عرفات) اليوم التاسع بعد الغروب (فلما انتهى) أي وصل صلى الله عليه وسلم (إلى الشعب) الأيسر المعهودة بقرب مزدلفة (نزل) على راحلته (فبال) أي أخرج حدث البول، قال كريب (ولم يقل أسامة) بن زيد عندما حدثني هذا الحديث (أراق) رسول الله صلى الله عليه وسلم (الماء) أي ماء البول فرارًا من بشاعة لفظة بال بل قال لي (فبال) فأديته كما سمعته منه محافظة على اللفظ الذي سمعته منه وإن كان فيه بشاعة يعني أنه لم يكن عن البول بإراقة الماء بل صرح بلفظ البول إشعارًا بإيراده إياه كما سمعه من لفظ محدثه وأنه لم ينقله بالمعنى، قال الإمام النواوي: فيه أداء الرواية بحروفها، وفيه استعمال صرائح الألفاظ التي تستبشع ولا يكنى عنها إذا مست الحاجة إلى التصريح بأن خيف لبس المعنى أو اشتباه الألفاظ أو غير ذلك اهـ (قال) أسامة (فدعا) رسول الله صلى الله عليه وسلم أي طلب (بماء) يتوضأ به فأتيته به (فتوضأ وضوءًا) خفيفًا (ليس بالبالغ) أي الكامل بأن اقتصر على مرة مرة أو مرتين مرتين (قال) أسامة (فقلت) له (يا رسول الله) أتريد (الصلاة قال) لي (الصلاة) مفعولة (أمامك قال) أسامة (ثم) بعد فراغه من الوضوء (سار) أي مشى راكبًا (حتى بلغ) أي وصل (جمعًا) أي مزدلفة (فصلى المغرب والعشاء) مجموعتين جمع تأخير ولم يذكر