للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ابْنُ وَهْب. أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهابٍ. حَدثَنِي عِيسَى بْنُ طَلْحَةَ التيمي؛ أَنهُ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمرِو بْنِ الْعَاصِ يَقُولُ: وَقَفَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيهِ وَسلمَ عَلَى رَاحِلَتِهِ. فَطَفِقَ نَاسٌ يَسْأَلُونَهُ. فَيَقُولُ الْقَائِلُ مِنْهُم: يَا رَسُولَ اللهِ! إِني لَمْ أَكُنْ أَشْعُرُ أن الرميَ قَبْلَ النحرِ، فَنَحَرتُ قَبْلَ الرمي. فَقَال رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيهِ وَسَلَّمَ: "فَارمِ وَلَا حَرَجَ". قَال: وَطَفِقَ آخَرُ يَقُولُ: إِني لَمْ أَشْعر أن النحرَ قَبْلَ الْحَلْقِ، فَحَلَقْتُ قَبْلَ أَنْ أَنْحَرَ. فَيَقُولُ: "انْحَرْ وَلَا حَرَجَ". قَال: فَمَا سَمعتُهُ يُسْأَلُ يَوْمَئِذٍ عَنْ أَمرٍ، مِما يَنْسَى الْمَرءُ ويجْهلُ، مِنْ تَقْدِيمِ بعضِ الأمُورِ قَبْلَ بعضٍ، وَأَشْبَاهِها، إلَّا قَال رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عَلَيهِ وَسلمَ: "افْعَلُوا ذلِكَ وَلَا حَرَجَ"

ــ

عبد الله (ابن وهب) المصري (أخبرني يونس) بن يزيد الأيلي (عن ابن شهاب حدثني عيسى بن طلحة التيمي أنه سمع عبد الله بن عمرو بن العاص يقول) وهذا السند من سداسياته، غرضه بيان متابعة يونس لمالك بن أنس (وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم) بمنى (على راحلته) يوم النحر (فطفق) أي شرع (ناس) من الأعراب (يسألونه) عن أعمال يوم النحر (فيقول القائل منهم يا رسول الله إني لم أكن أشعر) من باب نصر أي أعلم (أن الرمي قبل النحر) أي قبل ذبح الهدي (فنحرت قبل الرمي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فارم) الجمرة الآن (ولا حرج) أي لا ذنب ولا فدية عليك في تقديم النحر على الرمي (قال) عبد الله بن عمرو (وطفق) أي شرع رجل (آخر يقول إني لم أشعر أن النحر قبل الحلق فحلقت قبل أن أنحر) الهدي (فيقول) له أي فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم (انحر) الهدي الآن (ولا حرج) عليك في تقديم الحلق على النحر (قال) عبد الله (فما سمعته) صلى الله عليه وسلم (يسأل يومئذ) أي يوم إذ سألوه عن أعمال يوم النحر (عن أمر مما ينسى المرء) من باب رضي أي ينسى المرء ويذهل عنه أ (ويجهل) من باب فرح (من تقديم بعض) هذه (الأمور قبل بعض) آخر (وأشباهها) كتقديم طواف الإفاضة عليها (إلا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم افعلوا ذلك) الباقي عليكم (ولا حرج) عليكم في تقديم ما قدمتوه، قوله (ما ينسى المرء ويجهل) الخ، قال الحافظ: احتج به وبقوله في رواية مالك لم أشعر بأن الرخصة تختص بمن نسي أو جهل لا بمن تعمد، قال صاحب المغني: قال الأثرم عن أحمد؛ إن كان ناسيًا أو جاهلًا فلا شيء عليه , إن كان عالمًا فلا لقوله في الحديث لم أشعر، وأجاب بعض الشافعية: بأن

<<  <  ج: ص:  >  >>