عندهم في ذلك من حمية وغضب لله ولبيته، ورواه آخرون (يحزبهم) بالحاء والزاي والباء أي يشد قوتهم ويميلهم إليه ويجعلهم حزبًا له وناصرين له على مخالفيه، وحزب الرَّجل من مال إليه، وتحازب القوم تمالوا.
(فلما صدر النَّاس) أي انصرفوا ورجعوا عن الموسم إلى مكة (قال) لأهل مكة أو المعنى فلما انصرف رعاع النَّاس وعوامهم ورجعوا إلى بلادهم وبقي خواص أهل الموسم قال ابن الزُّبير (يَا أيها النَّاس أشيروا عليّ في) شأن (الكعبة) أي أظهروا لي رأيكم فيها (أنقضها) بتقدير همزة الاستفهام أي هل أَنقضها وأهدمها (ثم أبني بناءها) الجديد (أو أصلح ما وهي) وتهدم (منها) قال النواوي: وفيه استشارة الإِمام ذوي العقل من رعيته، وأن عظائم الأمور لا يستبد بها (قال ابن عباس) في جواب مشاورة ابن الزُّبير (فإنِّي قد فرق) بالبناء للمجهول أي قد كشف وبين (لي رأي فيها) أي في شأن الكعبة فإنِّي (أرى) فيها (أن تصلح ما وهي) وانهدم (منها) وتعيده (و) أن (تدع) أي وأن تترك (بيتًا أسلم النَّاس عليه) على حاله من غير تغيير (وأحجارًا أسلم النَّاس عليها) يعني أحجار الكعبة من غير تبديل (و) تترك أحجارًا (بعث عليها النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فقال ابن الزُّبير) في رد رأي ابن عباس رضي الله عنهما (لو كان أحدكم احترق) عنه (بيته ما رضي) أن يتركه على حاله محترقًا (حتَّى يجده) -بضم الياء وكسر الجيم بعدها الدال المشددة- أي حتَّى يجعله جديدًا، قال النووي: وفي كثير من النسخ حتَّى يجدده بدالين أولاهما مشددة وهو بمعنى الأول (فكيف) يترك (بيت ربكم) محترقًا على حاله، ثم قال (إنِّي مستخير ربي ثلاثًا) من الليالي أي طالب من ربي أن يريني في المنام ما هو خير من هدمها وتركها ثلاث ليال (ثم) بعد الثلاث (عازم) أي جازم نيتي (على أمري) أي على ما