الكعبة وبنيتها و (أعدت) أي أدخلت فيها (ما تركوا منه) أي من البيت أي ما أخرجوا منه من جهة الحجر (فإن بدا) وظهر (لقومك) قريش (من بعدي) أي من بعد وفاتي رأي واتفاق على (أن يبنوه) أي على بناء البيت أي ظهر لهم بناؤه فلترينهم حدوده فإن لم تعلمي حدوده (فهلمي) أي تعالى إليّ (لأريك) حدوده (ما تركوا منه) قال الحارث بن عبد الله (فأراها) أي أرى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم عائشة وأبصرها مقدارًا (قريبًا من سبعة أذرع) من الحجر، قوله (فإن بدا لقومك) أي ظهر لهم ما لم يظهر أولًا، والاسم البداء مثل سلام، يقال بدا له في الأمر بداءً بالمد أي حدث له فيه رأي لم يكن أولًا، ويقال هو ذو بدوات أي يتغير رأيه، والبداء محال على الله تعالى بخلاف النسخ كذا في الشرح، وقوله (فهلمي لأريك) قال النووي: هذا جار على إحدى اللغتين في هلم، قال الجوهري: تقول: هلم يَا رجل بفتح الميم بمعنى تعال، قال الخليل أصله: لم من قولهم لم الله شعثه أي جمعه كأنه أراد لم نفسك إلينا أي أقرب، وها للتنبيه، وحذفت ألفها لكثرة الاستعمال، وجعل اسمًا واحدًا يستوي فيه الواحد والاثنان والجمع والمؤنث فيقال في الجماعة هلم هذه لغة أهل الحجاز، قال الله تعالى:{وَالْقَائِلِينَ لإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَينَا}[الأحزاب: ١٨]) وأهل نجد يصرفونها فيقولون للاثنين هلما وللجمع هلموا وللمرأة هلمي وللنساء هلممن، والأول أفصح هذا كلام الجوهري، قال الأبي: والحديث قوي فيما فعل ابن الزُّبير فالأصل كان أن يعاد لولا الذي أشار إليه مالك في قوله للرشيد كما مر اهـ.
قوله (فأراها قريبًا من سبعة أذرع) وهذا ليس مخالفًا لما سبق من خمس أذرع لأن هذا تقدير وتقريب وذكر الخمس تحقيق وتحديد اهـ من المفهم، قال ابن جريج (هذا) المذكور (حديث عبد الله بن عبيد) بن عمير (وزاد عليه) أي على عبد الله بن عبيد (الوليد بن عطاء) في روايته قالت عائشة (قال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم ولجعلت لها) أي الكعبة (بابين موضوعين في الأرض) أي ملصقين على الأرض (شرقيًا وغربيًا) بدل من بابين (وهل تدرين) أي هل تعلمين يَا عائشة (لم كان قومك رفعوا بابها) أي باب