الغفاري المدني، قال (قال ابن شهاب) الزهري المدني (أن أنس بن مالك قال): وهذا السند من سداسياته رجاله أربعة منهم مدنيون وواحد بصري وواحد بغدادي، غرضه بيان متابعة ابن شهاب لأبي مجلز لاحق بن حميد، قال أنس:(أنا أعلم الناس) أي أكثرهم علمًا (بالحجاب) أي سبب نزوله وإطلاق مثل ذلك جائز للإعلام لا للإعجاب و (لـ) كوني أكثرهم علمًا بالحجاب (قد كان أُبي بن كعب يسألني عنه) أي عن سبب نزول الحجاب، فيه إشارة إلى اختصاصه بمعرفته لأن أُبي بن كعب أكبر منه علمًا وسنًا وقدرًا وهو أقرأ الأصحاب بنص من أنزل عليه الكتاب (قال أنس) في بيان سببه (أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم) أي صار (عروسًا) في الصباح، وسبق أنَّه لفظ يستوي فيه المذكر والمؤنث ويفترقان في الجمع (بزينب بنت جحش قال) أنس: (وكان) صلى الله عليه وسلم (تزوَّجها بالمدينة) سنة خمس من الهجرة، وكانت قبله عند زيد بن حارثة فطلقها فلما انقضت عدتها تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانت تفخر على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم تقول: زوجني الله من رسوله وزوَّجكن أقاربكن، وهي أول نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم وفاة بعده ماتت في خلافة عمر سنة (٢٠) عشرين (فدعا) رسول الله صلى الله عليه وسلم (الناس للطعام) أي لطعام الوليمة عليها (بعد ارتفاع) شمس (النهار) وشدة ضحائه أي حره (فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلس معه) صلى الله عليه وسلم (رجال) استانس بهم الحديث (بعدما) أكلوا و (قام القوم) غيرهم وخرجوا. وقوله:(حتَّى قام رسول الله صلى الله عليه وسلم) غاية لجلس أي جلس أولئك الرجال حتَّى قام صلى الله عليه وسلم (فمشى فمشيت معه) صلى الله عليه وسلم (حتَّى بلغ) ووصل (باب حجرة عائشة ثم ظن) صلى الله عليه وسلم (أنهم) أي أن أولئك الرجال (قد خرجوا فرجع) إلى بيت زينب (ورجعت معه) صلى الله عليه