وغيره وإنما سألته عن حكم النبيذ في الجرار هل يحل أم لا فذكر لها ما يدل على منع ذلك ثمَّ أخذ في ذكر الحديث بقصة.
ففيه ما يدل على أن المفتي يجوز له أن يذكر الدليل مستغنيًا به عن النص على الفتيا إذا كان السائل بصيرًا بموضع الحجة اهـ قرطبي.
وفي هذا دليل على جواز استفتاء المرأة للرجال الأجانب وسماعها صوتهم، وسماعهم صوتها للحاجة اهـ نووي.
قال الأبي: وذكره قضية الوفد دليل على أن مذهب ابن عباس أن النهي عن الانتباذ في هذه الأوعية باق حكمه ليس بمنسوخ وقد قدمنا الخلاف فيه.
(فقال) ابن عباس استدلالًا على إفتائه إياها (إن وفد عبد القيس) وجماعتهم المختارة للوفود على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهم أربعة عشر وسبعة عشر رجلًا (أتوا) وجاؤوا (رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) من بلادهم لتعلم قواعد دينهم (فقال) لهم (رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الوفد أو) قال لهم (من القوم) أي من أي قبيلة ومن أي بلاد والشك من بعض الرواة قاله القرطبي، وفي القسطلاني والشك من شعبة أو من شيخه، والوفد الوافدون وهم القادمون والزائرون يقال وفد يفد من باب وعد فهو وافد والجمع وافدون ووفود والقوم وفد، وقال ابن عباس في قوله تعالى:{يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا}[مريم: ٨٥] ركبانًا اهـ منه.
فـ (قالوا) أي قال وفد القيس مجيبين لسؤال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نحن (ربيعة) أي وفد من قبيلة ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان لأنَّ عبد القيس من أولاده (قال) لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفي البخاري (فقال)(مرحبًا بالقوم أو الوفد) على الشك أيضًا وقوله مرحبًا مصدر ميمي مشتق من الرحب بضم الراء وهو السعة والرحب بفتح الراء هو الشيء الواسع يقال رحب رحبًا إذا اتسع وهو منصوب بفعل مضمر وجوبًا لجريانه مجرى المثل تقديره صادفت رحبًا أو أتيت رحبًا فاستأنس ولا تستوحش، وقال القاضي عياض: قوله مرحبًا كلمة تستعمل للبر وحسن اللقاء وانتصابه بفعل مقدر أي