نظرت إليهم لأعرف ماذا يصنعون (فإذا هم قد طلعوا) وصعدوا على الجبل (من ثنية أخرى) غير التي طلعت أنا عليها وإذا فجائية والفاء عاطفة على ما قبلها أي ونظرت إلى القوم ففاجأني طلوعهم من ثنية أخرى (فالتقوا) أي فالتقى قوم العدو (هم) تأكيد لضمير الفاعل لتصحيح عطف الصحابة عليه لا مفعول به ولذا كتبت ألف تميز بين واو الجمع وبين واو جزء الكلمة أي فالتقوا هم (وصحابة النبي صلى الله عليه وسلم) أي حصل بينهم وبين الصحابة اللقاء والمصادفة (فولى) أي أدبر وانهزم (صحابة النبي صلى الله عليه وسلم) وقوله (وأرجع) مضارع مسند لضمير المتكلم بمعنى الماضي أي ورجعت أنا ورائي حالة كوني (منهزمًا) أي هاربًا من العدو (وعليَّ بردتان) أي كساوان حالة كوني (متزرًا بإحداهما مرتديًا بالأخرى فاستطلق) أي انحل إزاري لاستعجالي (فجمعتهما) أي فجمعت البردتين (جميعا) على عاتقي أو أمسكت الإزار والرداء بيد واحدة يشير إلى أنه لم يجد فرصة لشد الإزار لشدة الفزع (ومررت على رسول الله صلى الله عليه وسلم) حالة كوني (منهزمًا) حال من فاعل مررت وهو سلمة نفسه وليس حالًا من رسول الله صلى الله عليه وسلم لما ثبت بالأحاديث الصحيحة أنه لم ينهزم أي مررت عليه (وهو) أي والحال أنه صلى الله عليه وسلم راكب (على بغلته الشهباء) أي البيضاء (فقال) لي (رسول الله صلى الله عليه وسلم): والله (لقد رأى) اليوم سلمة (بن الأكوع فزعًا) أي خوفًا (فلما غشوا) أي كشى قوم العدو يعني هوازن (رسول الله صلى الله عليه وسلم) أي أتوه (نزل) رسول الله صلى الله عليه وسلم (عن البنلة ثم قبض قبضة) أي أخذ كفة من تراب الأرض ثم استقبل به أي بذلك التراب ورمى به (وجوههم فقال: شاهت الوجوه) أي قبحت وجوههم بردها خائبة من أغراضها منهزمة مأسورة تقاد بالقيود ذليلة يقال شاه من باب