للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ أنَّهُ قَال: دَخَلتُ عَلَيهِ وَهُوَ فِي الْمَوتِ فَبَكَيتُ،

ــ

الطَّريق وهو بالجحفة قبل أن يصل بخمس ليال أو ست، فدخل المدينة وقد استخلف أبو بكر فأقام بها مدة فسمع أبا بكر الصِّديق وخلائق من الصّحابة رضي الله عنهم أجمعين، ثم انتقل إلى الشام فسكنها، وقد يشتبه على غير المشتغل بالحديث الصنابحي هذا بالصنابح بن الأعسر الصحابي رضي الله عنه، قال ابن سعد: كان ثقة قليل الحديث، وقال العجلي: شامي تابعي ثقة، وكان كثير المناقب، وقال في التقريب: ثقة من كبار التّابعين، مات في خلافة عبد الملك.

روى عن عبادة بن الصَّامت في الإيمان والحدود، ويروي عنه (ع) وعبد الله بن محيريز وأبو الخير مرثد بن عبد الله (عن عبادة بن الصَّامت) الأنصاري الخزرجي أبي الوليد الدّمشقيُّ، وهذا السند من سباعياته، ورجاله اثنان منهم مدنيان واثنان شاميان وواحد مكي وواحد مصري وواحد بغلاني، ومن لطائفه أنَّه اجتمع فيه أربعة تابعيون يروي بعضهم عن بعض: ابن عجلان وابن حبان وابن محيريز والصنابحي، وغرضه بسوق هذا السند بيان متابعة الصنابحي لجنادة بن أميَّة في رواية هذا الحديث عن عبادة بن الصَّامت رضي الله عنه، وفائدة هذه المتابعة بيان أكثرة طرقه (أنَّه) أي أن الصنابحي (قال دخلت) يومًا (عليه) أي على عبادة بن الصَّامت (وهو) أي والحال أن عبادة بن الصَّامت (في) مقدمات (الموت) وسكراته، قال الصنابحي (فبكيت) أنا لمَّا رأيت لما نزل به تأسفًا على فراقه لنا بالموت وجملة القول في قوله: (قال دخلت) صفة لمحذوف متعلق بخبر أن المحذوف تقديره أنَّه حدث بحديث قال فيه: دخلت على عبادة بن الصَّامت في حال سكراته فبكيت لما رأيته في تلك الحالة ... إلخ، قال النواوي: وأمثال هذا التركبب كثير في كلامه، وفيه حذف تقديره عن الصنابحي أنَّه حدث عن عبادة بن الصَّامت بحديث قال فيه: دخلت عليه ... إلخ، ومثله ما سيأتي قريبًا في كتاب الإيمان في حديث: "ثلاثة يؤتون أجرهم" قال مسلم رحمه الله تعالى حدَّثنا يَحْيَى بن يَحْيَى قال أنا هشيم عن صالح بن صالح عن الشعبي قال: رأيت رجلًا سأل الشعبي فقال: يا أبا عمرو إن من قبلنا من أهل خراسان ناسًا يقولون كذا وكذا فقال الشعبي حدثني أبو بردة عن أبيه فهذا الحديث من النوع الذي نحن فيه، فتقديره قال قال هشيم حدثني صالح عن الشعبي بحديث قال فيه صالح رأيت رجلًا سأل الشعبي، ونظائر هذا كثير في كلامه سننبه على كثير منها في مواضعها إن شاء الله تعالى والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>