للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَكَانَ أوَّلَ مَنْ لَقِيتُ عُمَرُ، فَقَال: مَا هَاتَانِ النَّعْلانِ يَا أَبَا هُرَيرَةَ؟ قُلْتُ (١): هَاتَانِ نَعْلا رَسُولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، بَعَثَنِي بِهِمَا مَنْ لَقِيتُ يَشْهَدُ: أَنْ لَا إِلَهَ إلا الله مُسْتَيقِنًا بِهَا قَلْبُهُ .. بَشَّرْتُهُ بِالْجَنَّةِ، فَضَرَبَ عُمَرُ بِيَدِهِ بَينَ ثَدْييَّ

ــ

الأمر بالكسر معناه أيقنت واستيقنت وتيقنت كله بمعنى واحد وربما عبروا بالظن عن اليقين، وباليقين عن الظن، قال أبو مسعدة الأسدي:

تحسَّبَ هَوَّاسٌ وأيقن أنني ... بها مُفتدٍ من واحد لا أغامره

يقول تشمم الأسد ناقتي يظن أنني أفتدي بها منه وأتركها له ولا أقاتله، قاله الجوهري، وقال غيره: اليقين هو السكون مع الوضوح، يقال: يقن الماء أي سكن وظهر ما تحته، فذهبت من عند رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم آخذًا نعليه (فكان أول من لقيت) ورأيت بعد مفارقة النَّبيِّ صَلَّى الله عليه وسلم بنصب أول على أنَّه خبر كان مقدم على اسمها ورفع (عمر) على أنَّه اسمها مؤخر لكونه أعرف من المضاف أي فكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه أول من رأيته من النَّاس بعد ذهابي من عند النَّبيِّ صَلَّى الله عليه وسلم آخذًا بنعليه (فقال) عمر (ما هاتان النعلان) اللتان تمشي بهما (يا أبا هريرة قلت) له (هاتان نعلا رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم بعثني بهما) إلى النَّاس على أني (من لقيتـ) ـه ورأيته (من) النَّاس (وراء هذا الحائط) والبستان حالة كونه (يشهد) ويقر (إن لا إله إلَّا الله) حالة كونه (مستيقنًا بها) أي موقنًا بمعناها (قلبه بشرته بالجنة) أي بدخولها، قال القرطبي: المبشر من لقي منهم أو من غيرهم مع المشاركة في السبب المذكور، قال النواوي: وفي بعض الأصول (فقلت هاتين نعلا رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم) بنصب هاتين ورفع نعلا وهو صحيحٌ، معناه فقلت: أعني هاتين هما نعلا رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فنصب هاتين بإضمار أعني وحذف هما التي هي المبتدأ للعلم به، وأمَّا قوله (بعثني بهما) فهكذا ضبطناه بهما على التثنية وهو ظاهر، ووقع في كثير من الأصول، أو أكثرها (بها) من غير ميم، وهو صحيحٌ أيضًا، ويكون الضمير عائدًا إلى العلامة فإن النعلين كانتا علامة والله أعلم اهـ. نووي.

(فضرب عمر) بن الخطاب (بيده) في صدري (بين ثديي) بفتح المثلثة وسكون الدال وبياءين مفتوحتين ثانيتهما مشددة تثنية ثدي، وهو مذكر، وقد يؤنث في لغة قليلة،


(١) في نسخة: (فقلت).

<<  <  ج: ص:  >  >>