قوله (باسم الله يبريك) الاسم هنا يراد به المسمى وهو الذات العلية فكأنه قال الله يبرئك نظير قوله تعالى: {سَبِح اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى (١)} أي سبح ربك فالاسم مقحم ولفظ الاسم في أصله عبارة عن الكلمة الدالة على المسمى والمسمى هو مدلولها غير أنَّه قد يتوسع فيوضع الاسم موضع المسمى مسامحة.
وقوله (من كل داء يشفيك) دليل على جواز الرقى لما وقع في الأمراض ولما يتوقع وقوعه.
وقوله (ومن شر كل حاسد إذا حسد) دليل على أن الحسد يؤثر في المحسود ضررًا يقع به إما في جسمه بمرض أو في ماله وما يختص به بضرر وذلك بإذن الله تعالى ومشيئته كما قد أجرى عادته وحقق إرادته فربط الأسباب بالمسببات وأجرى بذلك العادات ثم أمرنا بدفع ذلك بالالتجاء إليه والدعاء له وأحالنا على الاستعانة بالعوذ والرقى اهـ من المفهم.
وانفرد المؤلف بهذا الحديث عن أصحاب الأمهات الخمس إلَّا أنَّه أخرجه أحمد [٦/ ١٦٠].
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث عائشة بحديث أبي سعيد رضي الله عنهما فقال:
٥٥٥٩ - (٢١٤٨)(٢٠٢)(حدثنا بشر بن هلال) النميري مصغرًا أبو محمد (الصواف) البصري، ثقة، من (١٠)(حَدَّثَنَا عبد الوارث) بن سعيد العنبري البصري، ثقة، من (٨)(حَدَّثَنَا عبد العزيز بن صهيب) البناني البصري، ثقة، من (٤)(عن أبي نضرة) المنذر بن مالك بن قطعة العبدي البصري، ثقة، من (٣)(عن أبي سعيد) سعد بن مالك الخدري رضي الله عنهما. وهذا السند من خماسياته (أن جبريل) الأمين - عليه السلام - (أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال) جبريل (يا محمد اشتكيت) بتقدير همزة الاستفهام الاستخباري أي هل اشتكيت ومرضت يا محمد (فقال) له رسول الله صلى الله عليه وسلم