وفي حديث سهل من الفقه أبواب فمنها خبر العائن على الوضوء المذكور على الوجه المذكور وقيل لا يجبر وأن من اتهم بأمر أحضر للحاكم وكشف عن أمره وأن العين قد تقتل لقوله: صلى الله عليه وسلم "علام يقتل أحدكم أخاه" كما مر آنفًا، وأن الدعاء بالبركة يذهب أثر العين بإذن الله تعالى وأن أثر العين إنما هو عن حسد كامن في القلب وأن من عرف بالإصابة بالعين منع من مداخلة الناس دفعًا لضرره، قال بعض العلماء: يأمره الإمام بلزوم بيته وإن كان فقيرًا رزقه ما يقوم به وكف أذاه عن الناس.
[فرع] لو انتهت إصابة العين إلى أن يعرف بذلك ويعلم من حاله أنَّه كلما تكلم بشيء معظمًا له أو متعجبًا منه أصيب ذلك الشيء وتكرر ذلك بحيث يصير ذلك عادة له فما أتلفه بعينه غرمه وإن قتل أحدًا بعينه عامدًا لقتله قتل به كالساحر القاتل بسحره عند من لا يقتله كفرًا، وأما عندنا فيقتل على كل حال قتل بسحره أو لا لأنه كالزنديق كما سيأتي في مبحث السحر.
ثم استدل المؤلف رحمه الله تعالى على السحر بحديث عائشة رضي الله تعالى عنها فقال:
٥٥٦٢ - (٢١٥١)(٢٠٥)(حَدَّثَنَا أبو كريب حَدَّثَنَا) عبد الله (بن نمير عن هشام) بن عروة (عن أبيه عن عائشة) رضي الله تعالى عنها. وهذا السند من خماسياته (قالت) عائشة رضي الله تعالى عنها (سحر رسول الله صلى الله عليه وسلم) أي صنع به صناعة السحر (يهودي من يهود) المدينة (بني زريق يقال له لبيد بن الأعصم).
[قلت] قد صرح الراوي في هذه الرواية بأنه كان يهوديًّا، وقد وقع في رواية لابن عيينة عند البخاري [٥٧٦٥](رجل من بني زريق حليف ليهود كان منافقًا) وبين الروايتين معارضة وجمع بينهما الحافظ في الفتح بأن من أطلق أنَّه يهودي نظر إلى ما في نفس الأمر ومن أطلق عليه منافقًا نظر إلى ظاهر أمره، ويحتمل أنَّه قيل له يهودي لكونه من حلفائهم لا أنَّه كان على دينهم وبنو زريق بطن من الأنصار مشهور من الخزرج وكان بين كثير من الأنصار واليهود حلف وإخاء قبل الإسلام فلما جاء الإسلام تبرأ الأنصار منهم،