ومثله عن أبي هريرة وجابر، وعن جابر أيضًا من رواية أبي سلمة أنَّه صلى الله عليه وسلم قتلها وفي رواية ابن عباس أنَّه صلى الله عليه وسلم دفعها إلى أولياء بشر بن البراء بن معرور فكان أكل منها فمات بها فقتلوها، وقال القاضي أيضًا: وجه الجمع بين هذه الروايات أنَّه لم يقتلها أولًا حين اطلع على سمها فلما مات بشر سلمها لأوليائه فقتلوها قصاصًا والله أعلم اهـ كلام القاضي.
(قال) أنس (فما زلت أعرفها) أي أعرف أثر تلك الأكلة (في لهوات رسول الله صلى الله عليه وسلم) بتغيير لون أو تحفير أو نتو لحم أو غير ذلك، واللهوات بفتح اللام والهاء جمع لهاة وهي اللحمة الحمراء المعلقة في أصل الحنك المشرفة على الحلق، وقيل هي أقصى الحلق وقيل ما يبدو من الفم عند التبسم.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث البخاري في الهبة باب قبول الهدية من المشركين [٢٦١٧]، وأبو داود في الديات باب فيمن سقى رجلًا سمًا أو أطعمه فمات أيقاد منه [٢٥٠٨].
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث أنس رضي الله عنه فقال:
٥٥٦٥ - (٠٠)(٠٠)(وحدثنا هارون بن عبد الله) بن مروان البغدادي المعروف بالحمال (حَدَّثَنَا روح بن عبادة) بن العلاء بن حسان القيسي البصري، ثقة، من (٩)(حَدَّثَنَا شعبة سمعت هشام بن زيد) بن أنس بن مالك الأنصاري البصري، ثقة، من (٥) قال هشام (سمعت) جدي (أنس بن مالك) رضي الله عنه. وهذا السند من خماسياته، غرضه بيان متابعة روح لخالد بن الحارث، حالة كون أنس (يحدث) لنا (أن يهودية) من يهود خيبر ذكر أصحاب السير أن اسمها زينب بنت الحارث وزوجها سلام بن مشكم، وذكر أبو داود في سننه أنها أخت مرحب كما مر (جعلت سمًا في لحم) شاة أي في كتفها (ثم أتت) اليهودية (به) أي بذلك اللحم المسموم (رسول الله صلى الله عليه وسلم)