به (واشف) أي أوجد له الشفاء والعافية من مرضه وارزقه لأنك (أنت) يا رب (الشافي) أي أنت الإله الَّذي يوجد الشفاء والعافية من المرض، وفي رواية للبخاري "اشف وأنت الشافي "وفي أخرى "واشفه وأنت الشافي "بزيادة الهاء وهي إما ضمير يعود على المريض أو زائدة للسكت والألف واللام في الشافي موصولة بمعنى الَّذي وليس باسم علم لله تعالى إذا لم يكثر ذلك ولم يتكرر اهـ قرطبي، وفي القسطلاني: وفي قوله الشافي دلالة على جواز تسمية الله تعالى بما ليس في القرآن إذا كان له أصل فيه قال تعالى: {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (٨٠)} ولم يوهم نقصًا (لا شفاء) بالمد مبني على الفتح أي لا شفاء حاصل لنا أو للمريض (إلا شفاؤك) بالرفع بدل من موضع لا شفاء، وقال في المصابيح الكلام في إعرابه كالكلام في قولنا لا إله إلَّا الله ولا يخفى أنَّه بحسب صدر الكلام نفي لكل إله سواه تعالى وبحسب الاستثناء إثبات له ولألوهيته لأن الاستثناء من النفي إثبات لاسيما إذا كان بدلًا فإنه يكون هو المقصود بالنسبة، ولهذا كان البدل هو المختار في كل كلام تام غير موجب، قوله (شفاء لا يغادر) ولا يترك (سقمًا) ولا ألمًا منصوب على المفعولية المطلقة باشف أي اشف شفاءً ويجوز الرفع على أنَّه خبر لمحذوف والتقدير الشفاء المطلوب لنا شفاء لا يغادر سقمًا وعلى الوجه الأول فالجملتان معترضتان بين الفعل والمفعول المطلق اهـ قسطلاني، ومعنى لا يغادر لا يترك، وفائدة تقييد الشفاء بذلك أنَّه قد يحصل الشفاء من ذلك المرض فيخلفه مرض آخر يتولد منه فكان يدعو له بالشفاء المطلق لا بمطلق الشفاء قاله الحافظ في الفتح [١٠/ ١١٣١] والتنوين في سقمًا للتقليل اهـ قسط. أي لا يترك سقمًا قليلًا ولا كثيرًا، والسقم بفتحتين وبضم السين وسكون القاف لغتان والمعروف في الرواية هو الأول، والجملة صفة لقوله: "شفاء" وفي الحديث استحباب الرقية بالأذكار والقرآن اهـ ذهني. وورد في رواية هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة "امسح الباس رب الناس بيدك الشفاء لا كاشف له إلَّا أنت "أخرجه البخاري [٥٧٤٤] وسيأتي عند المؤلف بلفظ "اذهب البأس بدل امسح البأس وكأنه صلى الله عليه وسلم يدعو مرة بهذا ومرة بذاك والله أعلم (فلما مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم) وجعه الَّذي توفي فيه (وثقل) أي ضعف عن تحريك