ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى خامسًا لحديث عائشة الأول بحديث جابر رضي الله عنهما فقال:
٥٥٨٥ - (٢١٦٠)(٢١٤)(حدثني عقبة بن مكرم العمي) البصري، ثقة، من (١١)(حَدَّثَنَا أبو عاصم) النبيل الضحاك بن مخلد الشيباني البصري، ثقة ثبت، من (٩)(عن ابن جريج قال) ابن جريج أخبرني غير أبي الزبير (وأخبرني) أيضًا (أبو الزبير) المكي (أنَّه سمع جابر بن عبد الله) الأنصاري المدني رضي الله عنهما. وهذا السند من خماسياته؛ أي سمعت جابرًا حالة كونه (يقول رخص) أي أذن (النبي صلى الله عليه وسلم لآل) أي لبني عمرو بن (حزم في رقية) حمة (الحية) وسمها (وقال) النبي صلى الله عليه وسلم (لأسماء بنت عميس) وكانت أولًا تحت جعفر بن أبي طالب (ما لي) أي أي شيء ثبت لي (أرى) وأبصر (أجسام بني أخي) والمراد بأخيه جعفر بن أبي طالب لأنه ابن عمه صلى الله عليه وسلم وأبناؤه منها عبد الله ومحمد وعوف والذي عقب منهم عبد الله أي ما لي أرى أجسامهم (ضارعة) أي نحيفة هزيلة ضعيفة وأصل الضراعة الخضوع والتذلل أ (تصيبهم الحاجة) أي الجوعة، والكلام على تقدير همزة الاستفهام والمعنى هل بهم مجاعة فيحتاجون إلى غداء يقويهم (قالت) أسماء (لا) أي ليست بهم مجاعة (ولكن العين) أي إصابة عين الناس (تسرع إليهم) بالتأثير فيهم (قال) لها النبي صلى الله عليه وسلم إذًا فـ (ارقيهم) أمر المؤنثة المخاطبة أي عالجيهم بالرقية (قالت) أسماء (فعرضت عليه) صلى الله عليه وسلم الرقية التي أردت أن أرقيهم (فقال ارقيهم) بها فإنه لا بأس فيها.
وهذا الحديث مما انفرد به الإمام مسلم رحمه الله تعالى.
وفي الزرقاني: وروى قاسم بن أصبغ عن جابر أنَّه صلى الله عليه وسلم قال لأسماء بنت عميس: "ما شأن أجسام بني أخي ضارعة أتصيبهم حاجة؟ قالت: لا،