فإذا استعمله المريض اندفع عنه الحرارة الجوعية وحصلت له القوة الغذائية من غير مشقة تلحقه فيسرى عنه بعض ما كان فيه ونشط وذهب عنه الضيق والحزن الذي كان يجده بسبب المرض وإنما كانت عائشة رضي الله تعالى عنها تصنعها لأهل الميت وتثرد فيها لأن أهل الميت شغلهم الحزن عن الغذاء فاشتدت حرارة أحشائهم من الجوع والحزن فلما أطعمتهم التلبينة انكسرت عنهم حرارة الجوع فخف عنهم بعض ما كانوا فيه ولا يلزم من فعلها ذلك لهؤلاء أن يفعل بالمريض كذلك فيثرد له فيها وإنما ذلك بحسب الحال فإن احتاج المريض إلى تقوية غذاء التلبينة بلباب -اللباب طحين مرقق واللباب أيضًا خالص من كل شيء- يضاف إليها فحسن. وبالجملة فالتلبينة غذاء لطيف لا ضرر فيه غالبًا فلذلك نبه عليه النبي صلى الله عليه وسلم اهـ من المفهم.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث البخاري في الطب باب التلبينة للمريض [٥٦٨٩ و ٥٦٩٥] وفي الأطعمة باب التلبينة [٥٤١٧]، وابن ماجه في الطب باب التلبينة [٣٤٨٨ و ٣٤٨٩].
ثم استدل المؤلف رحمه الله تعالى على الجزء الثاني من الترجمة فقال:
٥٦٢٧ - (١٨٢ ٢)(٢٣٦)(حدثنا محمد بن المثنى ومحمد بن بشار واللفظ لابن المثنى قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن قتادة عن أبي المتوكل) الناجي علي بن داود البصري، ثقة، من (٣) روى عنه في (٣) أبواب (عن أبي سعيد الخدري) سعد بن مالك المدني رضي الله عنهما. وهذا السند من سداسياته (قال) أبو سعيد (جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال) الرجل (أن أخي) قد (استطلق بطنه) بضم التاء وكسر اللام على ما ضبطه الحافظ في الفتح وهو مبني للمجهول من الاستطلاق وهو الإسهال وهو خروج ما في بطنه ومعناه أصيب بطنه بالإسهال، وقد عبر عنه في الرواية الأخرى (تعرب بطنه) من التفعل أي تغير من حال الصحة إلى هذا المرض كما يقال عربت معدته بكسر الراء إذا تغيرت وفسدت تعرب عربًا بفتح الراء فيهما من باب فرح، قال الحافظ في