للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَن إِبْرَاهِيمَ بْنِ طَهْمَانَ. حَدَّثَنِي سِمَاكُ بن حَرْبٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ. قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: "إِنِّي لأَعْرِفُ حَجَرًا بِمَكَّةَ كَانَ يُسَلِّمُ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ أُبْعَثَ، إِنِّي لأَعْرِفُهُ الآنَ"

ــ

قيس بن أسيد القيسي العبدي من عبد القيس أبو زكريا الكوفي، قاضي كرمان، ثقة، من (٩) مات سنة (٢٠٩) روى عنه في (٦) أبواب (عن (براهيم بن طهمان) بن شعيب الهروي النيسابوري ثم المكي، وبها مات، ثقة، من (٧) روى عنه في (٤) أبواب (حدثني سماك بن حرب) بن أوس البكري الذهلي أبو المغيرة الكوفي، صدوق، من (٤) روى عنه في (١٤) بابا (عن جابر بن سمرة) بن جنادة بضم الجيم السوائي بضم المهملة الصحابي ابن الصحابي رضي الله عنهما، روى عنه في (٦) أبواب. وهذا السند من خماسياته (قال) جابر: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني لأعرف) الآن كما سيأتي التصريح به في الحديث (حجرًا) كائنًا (بمكة كان يسلم علي قبل أن أبعث) يعني أنَّه كان يسلم عليه بالنبوة والرسالة قبل أن يشافهه الملك بالرسالة، وفي تسليم الحجر عليه قبل البعثة إرهاص، والإرهاص أمر خارق للعادة يظهر على يد من سيُنبأ، قال النووي: وفي هذا إثبات التمييز لبعض الجمادات (إني لأعرفه الآن) أي في هذا الزمن الحاضر يعني أنَّه كان وقت ما حدَّثهم بهذا الحديث يعرف الحجر معرفة من كان يشاهده، وذكر بعضهم أن الحجر الَّذي كان يسلم عليه صلى الله عليه وسلم هو الحجر الأسود كما في شرح الأبي، وقال الآخرون: هو حجر غيره والله أعلم. وفي رواية الترمذي: "ليالي بعثت" وهو محمول على التقريب ولو أخر المؤلف هذا الحديث إلى باب أحاديث معجزاته صلى الله عليه وسلم لكان أَنْسَبَ كما فعله القرطبي في تلخيصه.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد [٥/ ٨٩]، والترمذي في المناقب [٣٦٢٤].

ذكر علماء سير النبي صلى الله عليه وسلم وأحواله أنَّه كان من لطف الله بنبيه صلى الله عليه وسلم أن قدَّم له مقدمات وخصه ببشائر وكرامات درَّجه بذلك إلى أطوار لينقطع بذلك عن مالونات الأغمار (جمع عُمر وهو الجاهل الَّذي لم يجرب الأمور) ويتأهل على تدريج لقبول ما يُلقى إليه، ولتسهيل مشافهة الملك عليه فكان صلى الله عليه وسلم يرى ضياءً وأنوارًا ويسمع تسليمًا وكلامًا ولا يرى أشخاصًا فيسمع الحجارة والشجر تناديه ولا

<<  <  ج: ص:  >  >>