يرى أحدًا يناجيه إلى أن استوحش من الخلق ففر إلى الحق فحُبِّبت إليه الخلوة فكان سبب هذه الحبوة مشافهة الملك فقبل فملك، وقد قدمنا أن الصحيح من مذاهب أئمتنا أن كلام الجمادات راجع إلى أن الله تعالى يخلق فيها أصواتًا مقطعة من غير مخارج يُفهم منها ما يُفهم من الأصوات الخارجة من مخارج الفم وذلك ممكن في نفسه والقدرة القديمة لا قصور فيها فقد أخبر بها الصادق فيجب له التصديق كيف لا وقد سمع من حضر تسبيح الحصى في كفه وحنين الجذع والمسجد قد غُص بأهله اهـ من المفهم.
ثم استدل المؤلف رحمه الله تعالى على الجزء الثالث من الترجمة بحديث أبي هريرة رضي الله عنه فقال:
٥٧٩٨ - (٢٢٤٨)(٣)(حدثني الحكم بن موسى) بن أبي زهير البغدادي (أبو صالح) القنطري، صدوق، من (١٠) روى عنه في (٧) أبواب (حَدَّثَنَا هقل يعني ابن زياد) السكسكي مولاهم أبو عبد الله الدمشقي، وهقل لقب غلب عليه واسمه محمد، ثقة، من (٩)(عن) عبد الرحمن بن عمرو (الأوزاعي) الدمشقي، ثقة، من (٧)(حدثني أبو عمار) شداد بن عبد الله الأموي مولاهم مولى معاوية بن أبي سفيان الدمشقي، ثقة، من (٤) روى عنه في (٥) أبواب (حدثني عبد الله بن فروخ) القرشي التيمي مولاهم مولى عائشة أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها، ثقة، من (٣) روى عنه في (٢)(حدثني أبو هريرة) رضي الله عنه. وهذا السند من سداسياته (قال) أبو هريرة: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا سيد ولد آدم) أي سيد أولاده ورئيسهم (يوم القيامة) وملجأهم وشفيعهم في ذلك اليوم العظيم (وأول من ينشق) وينفتح (عنه القبر) يوم البعث (وأول شافع) لربه يوم القيامة (وأول مشفع) عند ربه يوم القيامة.
قوله؛ (أنا سيد ولد آدم يوم القيامة) قال النووي: قال الهروي: السيد هو الَّذي يفوق قومه في الخير، وقال غيره: هو الَّذي يُفزع إليه عن الشدائد والنوائب فيقوم بأمرهم ويتحمل عنهم مكارههم ويدفعها عنهم، وأما قوله صلى الله عليه وسلم:"يوم القيامة" مع