للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَنْ أَبِي حُمَيدٍ. قَال: "خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ غَزْوَةَ تَبُوكَ، فَأَتَينَا وَادِيَ الْقُرَى عَلَى حَدِيقَةٍ لامْرَأَةٍ. فَقَال رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: "اخْرُصُوهَا" فَخَرَصْنَاهَا، وَخَرَصَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ عَشرَةَ أَوسُقٍ. وَقَال: "أَحْصِيهَا حَتَّى نَرْجِعَ إِلَيكِ، إِنْ شَاءَ اللهُ" وَانْطَلَقْنَا. حَتَّى قَدِمْنَا تَبُوكَ. فَقَال رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: "سَتَهُبُّ عَلَيكُمُ اللَّيلَةَ رِيحٌ شَدِيدَةٌ،

ــ

عنه في (٣) أبواب (عن أبي حميد) الأنصاري الساعدي المدني الصحابي المشهور رضي الله عنه، قيل: اسمه عبد الرحمن بن سعد، وقيل: المنذر بن سعد بن المنذر، روى عنه في أربعة أبواب (٤) وهذا السند من خماسياته (قال) أبو حميد (خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم) من المدينة في (غزوة تبوك فأتينا) أي جئنا في ذلك السفر (وادي القرى) وهي مدينة قديمة بين مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم والشام فمررنا حين وصلنا إليها (على حديقة) وبستان (لامرأة) قال الحافظ: لم أقف على اسمها في شيء من الطرق (فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم) لمن عنده من الصحابة: (أخرصوها) بضم الراء وكسرها من بابي ضرب ونصر والضم أشهر أي احزروا وخمِّنوا كم يجيء ويخرج من ثمرها رطبًا وتمرًا، قال النووي: فيه استحباب امتحان العالم أصحابه واختبار المعلم تلميذه بمثل هذا التمرين ولعله صلى الله عليه وسلم فعل ذلك تمرينًا لهم على الخرص الَّذي يحتاج إليه المسلمون عند أخذ الصدقات وأمر المرأة بإحصاء الخارج منها ليتبين صحة الخرص وخطاه، قال أبو حميد (فخرصناها) أي فخمناها معاشر الحاضرين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقذر كل منا ثمرها بحسب ظنه (وخرصها) أي خرص وخمّن وقدّر (رسول الله صلى الله عليه وسلم) ثمرها (عشرة أوسق) جمع وسق، قال في النهاية: الوسق ستون صاعًا وهو ثلاثمائة وعشرون رطلًا عند أهل الحجاز وأربعمائة وثمانون رطلأ عند أهل العراق (وقال) رسول الله صلى الله عليه وسلم للمرأة: (أحصيها) أي أحصي ثمر هذه الحديقة واضبطي عدد أوسقها (حتَّى نرجع إليك أن شاء الله) تعالى فتخبرينا عددها ليتبين لنا صحة خرصنا وخطاه (وانطلقنا) أي ذهبنا من وادي القرى (حتَّى قدمنا تبوك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم) لأصحابه: (ستهب) وتعصف (عليكم) هذه (الليلة) المستقبلة (ريح شديدة) العصف

<<  <  ج: ص:  >  >>