النبيين فذكر) أبو سعيد إنحوه) أي نحو حديث أبي هريرة، فهذه متابعة بمعنى الشاهد لأنها استشهاد لحديث أبي هريرة بحديث أبي سعيد أو متابعة في السند واستشهاد في المتن ومثل هذا قليل في كلامه.
وحديث أبي سعيد هذا انفرد به الإمام مسلم عن أصحاب الأمهات الخمس.
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى ثانيًا لحديث أبي هريرة بحديث جابر رضي الله تعالى عنهما فقال:
٥٨١١ - (٢٢٦١)(١٦)(حَدَّثَنَا أبو بكر بن أبي شيبة حَدَّثَنَا عفان) بن مسلم الصفَّار الأنصاري البصري، ثقة، من (١٠)(حَدَّثَنَا سليم) مكبرًا (بن حيان) الهذلي البصري، ثقة، من (٧)(حَدَّثَنَا سعيد بن ميناء) المكي أو المدني، ثقة، من (٣)(عن جابر) بن عبد الله رضي الله عنه وهذا السند من خماسياته (عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: مثلي ومثل الأنبياء) قبلي (كمثل رجل بنى دارًا فأتمها) أي فأتم بناء جدرانها وسقوفها (وأكملها) بوضع جميع لبناتها (إلا موضع لبنة) أي إلَّا موضعًا يسد بوضع لبنة (فجعل النَّاس يدخلونها ويتعجبون منها) أي من حسنها وجمالها (ويقولون: لولا موضع) سد (اللبنة) موجود ما أحسنها وأجملها، وموضع بالرفع على أنَّه مبتدأ خبره محذوف أي لولا موضع يوهم النقص موجود لكان بناء الدار كاملًا كما في قوله: لولا زيد لكان كذا أي لولا زيد موجود لكان كذا، فلولا حرف امتناع لوجود، ويحتمل أن تكون لولا تحضيضية بمعنى هلا لا امتناعية وفعله محذوف تقديره لولا ترك موضع اللبنة أي هلا تركه أي لولا سوى موضع اللبنة أي هلا سواه اهـ عيني بزيادة (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فأنا موضع اللبنة جئت) وبُعثت بعدهم فسددت موضعها من بنيان النبوة وبيتها (فختمت الأنبياء) أي فكنت خاتمهم وآخرهم شبحًا وبعثًا وإن كنت أولهم منزلة وفضلًا وسيد ولد آدم.