(قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني) واقف (على الحوض حتَّى أنظر) أي لكي أنظر (من يرد عليّ منكم) على الحوض (وسيؤخذ) ويدفع ويرد (أناس) من أمتي من (دوني) قبل الوصول إليَّ أي تدفعه الملائكة (فأقول يا رب) هؤلاء (مني) أي من أهل ديني (ومن أمتي) أي ومن أتباعي فينبغي أن يسمح لهم بالورود على الحوض (فيقال) لي: (أما شعرت) وعلمت يا محمد (ما عملوا) وأحدثوا (بعدك) أي بعد وفاتك (والله) نقسم لك يا محمد (ما برحوا) أي ما زال هؤلاء الذين دفعناهم عن الحوض (بعدك) أي بعد وفاتك وفراقك أي ما زالوا (يرجعون) بعدك عن دينهم الَّذي تركتهم عليه (على أعقابهم) أي على أدبارهم مرتدين فهم ليسوا من أمتك (قال) نافع بن عمر بالسند السابق (فكان) عبد الله (بن أبي مليكة يقول) بعدما حَدَّثَنَا هذا الحديث (اللهم إنا نعوذ) ونلوذ (بك) ونلتجئ إليك من (أن نرجع) ونرتد (على أعقابنا) وأدبارنا ونكفر بك وبنبيك محمد صلى الله عليه وسلم (أو) قال ابن أبي مليكة: اللهم إنا نعوذ بك من (أن نفتن) بالشرك والمعاصي (عن ديننا) الَّذي ارتضيته لنا دين الإسلام، والشك فيما قاله ابن أبي مليكة من نافع ابن عمر.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث البخاري أخرجه في الرقاق برقم [٦٥٩٣] من طريق سعيد بن أبي مريم عن نافع بن عمر قال: حدثني ابن أبي مليكة عن أسماء، وأخرجه أيضًا في الفتن باب قول الله تعالى:{وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً} برقم [٧٥٤١]، من طريق علي بن عبد الله حَدَّثَنَا بشر بن اليسري حَدَّثَنَا نافع بن عمر عن ابن أبي مليكة قال: قالت أسماء إلخ فذكر الحديث والله أعلم.
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى رابعًا لحديث حندب بحديث عائشة رضي الله تعالى عنها فقال: