الخالية من السحاب والضباب لأن وجودهما يستر كل النجوم حتَّى القمر إذا عما السماء وغطاها (آنية الجنّة) بالرفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هي أي آنية الحوض التي يُشرب بها منه هي آنية الجنّة ويصحبه رفعه على أنَّه مبتدأ أول، والخبر الجملة التي بعدها، وبالنصب على أنَّه مفعول لفعل تقديره أعني بها أي بآنية الحوض التي هي أكثر من نجوم السماء آنية الجنّة (من شرب منها) أي من تلك الآنية (لم يظمأ) أي لم يعطش (آخر ما عليه) من الحياة وهو بمعنى أبدًا المذكور في الرواية الأخرى لأن أهل الجنّة لا يموتون ولا يُخرجون منها أبدًا (يشخب) بضم الخاء المعجمة من الباب الأول كنصر أو بفتحها من الباب الثالث كذهب من الشخب وهو السيلان وأصله ما يخرج من تحت يد الحالب عند كل غمرة وعصرة لضرع الثاة أي يسيل وينصب (فيه) أي في الحوض (ميزابان من الجنّة) تثنية ميزاب وهو ما ينصب منه ماء المطر مثلًا من السطح لئلا يضره كميزاب الكعبة والميزاب المثعب بالمثلثة وهو فارسي معرب، قال الجوهري: وقد عُرِّب بالهمز وربما لم يُهمز يُجمع على مآزب إذا همزته وميازيب إذا لم يُهمز من وزب الشيء يزب وزوبًا من باب وعد إذا سال وانصب من فوق (من شرب منه) أي من الحوض (لم يظمأ) أي لم يعطش عطشًا يضره (عرضه) أي سعته عرضًا وهو الامتداد المفروض ثانيًا وهو أقصر الامتدادين في العادة (مثل طوله) أي مثل سعته طولًا وهو الامتداد المفروض أولًا وهو أطولهما في العادة، والحوض المخالف للعادة عرضه كطوله في السعة كما يعلم ذلك كله من مباحث فن المساحة لأن الجسم عندهم ما يقبل الانقسام في الأبعاض الثلاثة الطول والعرض والعمق بضم أوائلها، وقوله:(ما بين عمَّان) وحواليها (إلى أيلة) خبر ثان لعرضه إذا رفعنا مثل وخبر له إذا نصبناه أو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو أي قدر مسافته ما بين عثمان وأيلة (وعمَّان) ضبطه القاضي عياض بفتح العين وتشديد الميم وهو عثمان البلقاء عاصمة الأردن اليوم ولكن جزم الحافظ في الفتح بأنه عُمان بضم العين وتخفيف الميم وهو البلد المعروف بالخليج العربي اليوم الَّذي هو عَاصِمَتُهُ مُسْقَطُ وبذلك جزم البكري، ويظهر أنَّه الأصح لكون مسافة ما بين أيلة وعمان البلقاء قريبة بخلاف المسافة التي بينها وبين عثمان المسقط وأيلة بلدة معروفة على ساحل بحر الشام (ماؤه)