صلى الله عليه وسلم رضي الله عنه أبو عبد الله الحمصي، روى عنه في (٦) أبواب. وهذا السند من سباعياته (أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: إني لـ) قائم (بعقر) وطرف (حوضي) حالة كوني (أذود) وأطرد وأدفع (الناس) غير اليمنيين عن الحوض توسعة (لأهل اليمن) حتَّى يشربوا (والعقر) بضم العين وسكون القاف إذا أضيف إلى الحوض وهو موقف الإبل إذا وردته للشرب وقيل مؤخره، قال في النهاية: وعقر الحوض بالضم موضع الشاربة منه، وعقر الدار بفتح العين وسكون القاف أصلها ومعظمها ويُطلق العقر كالعقار على البناء المرتفع، قوله:(أذود الناس لأهل اليمن) قال القاضي عياض: يعني أنَّه يقدّم أهل اليمن في الشرب ويدفع عنه غيرهم حتَّى يشربوا إكرامًا لهم ومجازاة لتقدمهم على الناس في الإيمان، قال النووي: والأنصار من اليمن فيدفع غيرهم حتَّى يشربوا كما دفعوا في الدنيا عن النبي صلى الله عليه وسلم أعداءه والمكروهات (أضرب) الحوض (بعصاي) وأحركه أو أضر الناس غير أهل اليمن كما سيأتي عن القرطبي (حتَّى يرفض) الحوض ويسيل وينصب ماؤه (عليهم) أي على أهل اليمن يشربوا، قوله:(يرفض) بفتح الياء وسكون الراء وفتح الفاء وتشديد الضاد من الارفضاض وهو السيلان يعني أدفع الناس حتَّى يسيل الماء على أهل اليمن، قال أهل اللغة: أصل الارفضاض من الدمع يقال: ارفض الدمع من باب افعل كاحمرَّ إذا سال متفرقًا متتابعًا.
قال القرطبي: قوله: (إني لبعقر حوضي) هو بضم العين وسكون القاف وهو مؤخره حيث تقف الإبل إذا وردته وتسكن قافه وتضم فيقال عُقْر وعُقُر كعسر وعسر قاله في الصحاح وقال غيره: عقر الدار بفتح العين وقد تضم أصلها.
وقوله:(أذود الناس لأهل اليمن) يعني السابقين من أهل اليمن الذين نصره الله بهم في حياته وأظهر الدين بهم بعد وفاته، وقد تقدم أن المدينة من اليمن وأن أهلها أحق بهذا الإكرام من غيرهم لما ثبت لهم من سابق النصرة والأثرة ولذلك قال للأنصار:"اصبروا حتَّى تلقوني على الحوض" متفق عليه (وأذود) أي أدفع فكأنه يطرق لهم مبالغة في إكرامهم حتَّى يكونوا أول شارب كما يفعل بفقراء المهاجرين إذ ينطلق بهم إلى الجنّة