القاسم الليثي) البغدادي (عن سليمان) بن المغيرة القيسي البصري (عن ثابت) بن أسلم البناني (عن أنس بن مالك) رضي الله عنه. وهذا السند من خماسياته (قال) أنس: (دخل علينا) في بيتنا بيت أم سليم (النبي صلى الله عليه وسلم) يومًا من الأيام (فقال): أي نام نومة القيلولة رسول الله صلى الله عليه وسلم (عندنا) في بيتنا (فعرق) أي خرج منه العرق وسال عليه في نومه، وقوله:(فقال عندنا) فهو من قال يقيل قيلولة أما قال يقول: فهو من القول وقد تلطّف النضير المناوي حيث قال في لغزه:
قال: قال النبي: قولًا صحيحًا ... قلت قال النبي قولًا صحيحًا
وفسره السراج الوراق في جوابه حيث قال:
فابن منه مضارعًا يظهر الخا ... في ويبدو الذي كنيت صريحًا
وقال المهلب: فيه مشروعية القيلولة للكبير في بيوت معارفه لما في ذلك من ثبوت المودة وتأكد المحبة اهـ من التكملة، قال القرطبي: وفيه دليل على دخول الرجل على ذوات محارمه في القائلة وتبسطه معهن ونومه على فراشهن وكانت أم سليم ذات محرم له من الرضاعة قاله القاضي اهـ من المفهم.
قال أنس:(وجاءت أمي) من داخل البيت (بقارورة) أي بإناء من زجاج (فجعلت) أي شرعت أمي (تسلت العرق) بضم اللام وكسرها من بابي نصر وضرب، مضارع من سلت الشيء إذا أخرجه، والقصعة إذا مسحها بأصبعه كذا في القاموس أي شرعت تجمع عرق رسول الله صلى الله عليه وسلم (فيها) أي في القارورة (فاستيقظ) أي انتبه (النبي صلى الله عليه وسلم) من نومه (فقال) لها: (يا أم سليم ما هذا) الصنيع (الذي تصنعين) بي من مسح عرقي وجمعه في القارورة (قالت) أم سليم في جواب استفهامه صلى الله عليه وسلم (هذا) الذي جمعته في القارورة (عرقك) يا رسول الله نريد أن (نجعله) ونخلطه (في طيبنا وهو) أي عرقك (من أطيب الطيب) وأحسنه رائحة، وفي رواية للبخاري (فجمعته في سك) والسك بضم السين طيب مركب.