المؤمنين (هذه الآية) يعني قوله: ({وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ})[محمد / ١٩](قال) عبد الله بن سرجس: (ثم) بعدما أكلت معه (درت) أي طُفْتُ من دار بالشيء إذا طاف به أي تحولت من مكاني وقمت (خلفه فنظرت إلى خاتم النبوة) حالة كونه كائنًا (بين كتفيه عند ناغض كتفه اليسرى) أي عند أعلى كتفه اليسرى، قال الجمهور: الناغض والنغض أعلى الكتف، وقيل: هو العظم الرقيق الذي على طرف الكتف، وقيل ما يظهر منه عند التحرك، سمي ناغضًا لتحركه اهـ نووي، حالة كون ذلك الخاتم (جُمعًا) بضم الجيم وسكون الميم أي مثل الكف المجموع مع أصابعه فالإنسان إذا قبض أصابعه وضمها إلى كفه فمجموع كفه وأصابعه يسمى جُمعًا أي مثل الكف المجموع في الصورة لا في الحجم فلا ينافي ما مر من أنه كبيضة الحمامة لأنه كان كبيضة الحمامة في الحجم وكالجُمع في الشكل والصورة، ويسمى الجُمع في الأرميا (بحنسي)(عليه) أي على ذلك الخاتم (خيلان) بكسر الخاء جمع خال وهو الشامة وهو ما يخالف لونه لون البدن مثل البهق الصغار ولكنه أسود في الأرميا (هين) أي على ذلك الخاتم خيلان (كأمثال الثآليل) أي كأشباه البثرات جمع ثؤلول على وزن زنبور وهي البثرة أي خيلان كأشباه الحبيبات التي تنبت على الجسد خصوصًا على جباه المرد وخدودهم، والكاف زائدة والمعنى عليه خيلان أشباه الثآليل والثؤلول في الأرميا (فنيس).
وهذا الحديث انفرد به الإمام مسلم عن أصحاب الأمهات.
ثم استدل المؤلف رحمه الله تعالى على الجزء الثاني من الترجمة بحديث أنس بن مالك رضي الله عنه فقال:
٥٩٣٦ - (٢٣٢٤)(٧٩)(حدثنا يحيى بن يحيى) التميمي (قال: قرأت على مالك) بن أنس المدني (عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن) فروخ التيمي مولاهم أبي عثمان