للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ لَيسَ بِالطَّويلِ الْبَائِنِ وَلَا بِالْقَصِيرِ. وَلَيسَ بِالأَبْيَضِ الأَمْهَقِ وَلَا بِالآدَمِ،

ــ

المدني، المعروف بربيعة الرأي، ثقة، من (٥) روى عنه في (٨) أبواب (عن أنس بن مالك) رضي الله عنه. وهذا السند من رباعياته (أنه) أي أن ربيعة (سمعه) أي سمع أنس بن مالك (يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس بالطويل البائن) أي المفرط الطول أي هو بين زائد الطول والقصير (ولا بالقصير وليس بالأبيض الأمهق) أي الكريه البياض كلون الجص يعني أنه كان نيّر البياض، والأمهق البياض الناصع الذي لم يخالطه حمرة ولا غيره (ولا بالآدم) أي بالأسمر والسمرة بياض يميل إلى السواد اهـ أبي، والأدمة عندهم السمرة الشديدة القريبة إلى السواد، قوله: (بالطويل البائن) أي الذي يباين الناس بزيادة طوله وهو الذي عبّر عنه في الرواية الأخرى (بالمشذّب) وفي الأخرى (بالممعط) بالعين والغين أي المتناهي في الطول وهو عند العرب العشنق والعشنط فالبائن هو اسم فاعل من باب يبين أي ظهر على غيره يعني أنه صلى الله عليه وسلم لم يكن طوله ظاهرًا بحيث يمتاز عن الرجال المقتصدين في القامة ويمكن أن يكون من باب يبون بمعنى بعُد يعني أنه لم يكن بالطويل الذي يبعد في الطول، وعلى كلا التقديرين فهو صفة مبالغة للطويل والمقصود أن طوله صلى الله عليه وسلم لم يكن مفرطًا (ولا بالقصير) المتردد أي الذي تداخل بعضه في بعض وهو المسمى عند العرب بحنبل وأقصر منه الحنتل وكلا الطرفين مستقبح عند العرب وخير الأمور أوساطها وكذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم في جميع أحواله، قوله: (وليس بالأبيض الأمهق) أي الشديد البياض الذي لا يخالط بياضه حمرة ولا غيرها والعرب تكرهه لأنه يشبه البرص والمراد أن بياضه صلى الله عليه وسلم ليس بالبياض الخالي عن الحمرة والنور كالجص وهو كريه المنظر وربما الناظر أبرص بل كان بياضه صلى الله عليه وسلم نيّرًا مشربًا بحمرة، وقد يطلق عليه أزهر اللون كما مر في حديث أنس وقد تطلق عليه العرب أسمر، وقد جاء في حديث أنس عند أحمد والبزار بإسناد صحيح (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أسمر) ذكره الحافظ في الفتح [٦/ ٥٦٩] ثم قال: وتبين من مجموع الروايات أن المراد بالسمرة الحمرة التي يخالطه البياض وأن المراد بالبياض المثبت ما يخالطه الحمرة وبالمنفي ما لا يخالطه، قوله: (ولا بالآدم) يعني الذي فيه أدمة والمراد بالأدمة شدة السمرة وهي منزلة بين البياض والسواد والمراد هنا ميلانها إلى السواد فلا ينافي ما

<<  <  ج: ص:  >  >>