٥٩٧٩ - (٠٠)(٠٠)(وحدثنا محمد بن رافع) القشيري (حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن همام بن منبه قال) همام: (هذا ما حدَّثنا أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر) أبو هريرة (أحاديث) كثيرة (منها) أي من تلك الأحاديث الكثيرة خبر مقدم لقوله: (وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم) .. إلخ لأنه محكي، والتقدير ومنها قول أبي هريرة وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهذا السند من خماسياته، غرضه بيان متابعة همام لأبي سلمة (أنا أولى الناس) أي أقرب الأنبياء (بعيسى ابن مريم) عليه السلام زمنًا (في الأولى) أي في الدنيا لأنه لا نبي بيني وبينه (و) في (الآخرة) لأنه لا واسطة بيني وبينه في طلب أهل الموقف الشفاعة لأنهم بعدما مروا على عيسى جاؤوا إلي بدلالة عيسى إياهم إلي (قالوا) أي قال الحاضرون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال هذا الحديث كيف) تكون أولى الناس بعيسى (يا رسول الله قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الأنبياء إخوة من علات) أي أولاد من ضرائر كانوا لرجل واحد (وأمهاتهم شتى) أي مختلفة يعني شرائعهم الفروعية مختلفة (ودينهم) أي وأصل دينهم وهو التوحيد (واحد فليس بيننا) أي بيني وبين عيسى (نبي) في الدنيا والآخرة، وقد مر آنفًا كلام القاضي عياض في تفسير هذا الحديث من أن الأنبياء مختلفون في أزمانهم وبعضهم بعيد الوقت من بعض .. إلخ، قال القرطبي: قوله: (ودينهم واحد) أي توحيدهم وأصول أديانهم وطاعتهم لله تعالى واتباعهم لشرائعه والقيام بالحق كما قال تعالى: {شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا}[الشورى: ١٣] ولم يرد فروع الشرائع فإنهم مختلفون فيها كما قال تعالى: {لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا}[المائدة: ٤٨].
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث أبي هريرة هذا الحديث بحديث آخر له رضي الله عنه فقال: