للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٦٠٨٦ - (١٤٦) حدَّثنا أَبُو بَكْرِ بن أبِي شَيبَةَ. حَدَّثَنَا عَبدُ الأَعلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزهرِي، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ؛ أن رَسُولَ الله صلى الله عَلَيهِ وَسَلمَ قَال: "مَا مِنْ مَوْلُودِ يُولَدُ إِلا نَخَسَهُ الشيطَانُ. فَيَسْتَهِل صَارِخا مِن نَخْسَةِ الشيطَانِ. إِلا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمهُ"، ثُم قَال أَبُو هُرَيرَةَ: اقْرَؤُوا إِنْ شِئْتُم: {وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيطَانِ الرَّجِيمِ} [آل عمران: ٣٦]

ــ

٥٩٨٠ - (٢٣٤٤) (٩٩) (حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبد الأعلى) بن عبد الأعلى السامي بالمهملة البصري، ثقة، من (٨) روى عنه في (١١) بابا (عن معمر) بن راشد البصري (عن الزهري عن سعيد) بن المسيب المخزومي المدني (عن أبي هريرة) رضي الله عنه. وهذا السند من سداسياته (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما من) من زائدة بعد ما فأبطلت عملها أي ليس (مولود يولد) من بني آدم (إلا نخسه الشيطان) أي طعنه في خاصرته عند خروجه من بطن أمه (فيستهل) أي يبكي ذلك المولود حالة كونه (صارخًا) أي رافعًا صوته بالبكاء (من نخسة الشيطان) وطعنته (إلا) عيسى (بن مريم وأمه) أي أم عيسى وهي مريم بنت عمران وهذه فضيلة ظاهرة لعيسى وأمه. وظاهر الحديث اختصاصها بعيسى وأمه، واختار القاضي عياض: أن جميع الأنبياء يتشاركون فيه اهـ نووي. وأصل النخس غمز الدابة بعود أو نحوه، وفي رواية الأعرج عند البخاري في بدء الخلق "كل بني آدم يطعن الشيطان في جنبيه بأصبعه حين يولد غير عيسى بن مريم ذهب يطعن فطعن في الحجاب" أي في المشيمة التي فيها الولد، قال القرطبي: وكان النخس من الشيطان إشعار منه بالتمكن والتسليط وحفظ الله تعالى لمريم وابنها من نخسته تلك التي هي ابتداء التسليط ببركة إجابة دعوة أمها حين قالت: {وَإِنِّي سَمَّيتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيطَانِ الرَّجِيمِ} [آل عمران: ٣٦] فاستجاب الله تعالى لها لما حضرها في ذلك الوقت من صدق الالتجاء إلى الله تعالى وصحة التوكل، وأمها هي امرأة عمران واسمها حنة بنت فاقود وكانت لما حملت نذرت وأوجبت على نفسها أن تجعل ما تلده منزهًا منقطعًا للعبادة لا يشغل لشيء مما في الوجود على شريعتهم في الرهبانية وملازمتهم الكنائس وانقطاعهم فيها إلى الله تعالى بالكلية ولذلك لما ولدتها أنثى قالت: {وَلَيسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى} [آل عمران: ٣٦] اهـ من المفهم.

قال سعيد بن المسيب: (ثم) بعدما ذكره أولًا (قال أبو هريرة: اقرؤوا إن شئتم) شاهد ما حدثته لكم قوله تعالى: ({وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيطَانِ الرَّجِيمِ})

<<  <  ج: ص:  >  >>