وَابْنُ فُضَيلٍ، عَنِ المختَارِ. ح وَحَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ السعدِي، (وَاللفظُ لَهُ)، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ. أَخبَرَنَا الْمُختارُ بْنُ فُلفُل، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. قَال: جَاءَ رَجُل إِلَى رَسُولِ الله صلى الله عَلَيهِ وَسَلمَ فَقَال: يَا خَيرَ البَرِيَّةِ. فَقَال رَسُولُ الله صلى الله عَلَيهِ وَسَلمَ:"ذَاكَ إِبْرَاهِيمُ عَلَيهِ السلامُ"
ــ
القرشي الكوفي، ثقة، من (٨) روى عنه في (١٤) بابا (و) محمد (بن فضيل) بن غزوان الضبي الكوفي، صدوق، من (٩) روى عنه في (٢٠) بابا، كلاهما رويا (عن المختار) بن فلفل الكوفي مولى عمرو بن حرث، صدوق، من (٥) روى عنه في (٤) أبواب (ح وحدثني علي بن حجر) بن إياس (السعدي) المروزي، ثقة، من صغار (٩) روى عنه في (١١)(واللفظ له حدثنا علي بن مسهر أخبرنا المختار بن فلفل عن أنس بن مالك) رضي الله عنه. وهذان السندان من رباعياته (قال) أنس: (جاء رجل) لم أر أحدًا من الشراح عين اسم الرجل (إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال) الرجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم في ندائه: (يا خير البرية) وأفضل الخليقة (فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم) للرجل: (ذاك) الذي وصفته بخير البرية هو (إبراهيم - عليه السلام -) قال العلماء: إنما قال النبي صلى الله عليه وسلم هذا الكلام تواضعًا واحترامًا لإبراهيم عليه السلام لخلته وأبوته، وإلا فنبينا - عليه السلام - أفضل منه اهـ نووي، والبرية: الخلق وتهمز ولا تهمز وقد قرئ بهما، واختُلف في اشتقاقها فقيل: هي مأخوذ من البراء وهي التراب فعلى هذا لا يهمز وقيل: هي مأخوذة من برأ الله الخلق بالهمز أي خلقهم وعلى هذا فيهمز، وقد يكون من هذا وتسهل همزتها كما سهلوا همزة خابية وهي من خبات مهموزًا، والبرية على الوجهين فعيلة بمعنى مفعولة. وقد عارض هذا الحديث قوله صلى الله عليه وسلم:"أنا سيد ولد آدم" أخرجه أحمد ومسلم والترمذي وما علم من غير ما موضع من الكتاب والسنة وأقوال السلف والأمة أنه أفضل ولد آدم. وقد أجيب عن هذا الاعتراض بوجهين؛ أحدهما: أن ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم على جهة التواضع وترك التطاول على الأنبياء كما قال: "أنا سيد ولد آدم يوم القيامة وأنا أكرم ولد آدم على ربي يوم القيامة ولا فخر" رواه الترمذي [٣٦٢٠] وإسناده ضعيف، وخصوصًا على إبراهيم الذي هو أعظم آبائه وأشرفهم. وثانيهما: أنه صلى الله عليه وسلم قال ذلك قبل أن يعلم بمنزلته عند الله تعالى ثم إنه أعلم بأنه أكرم وأفضل فأخبر به كما أمر ألا ترى أنه