إلى سوأة موسى) وعورته (فقالوا): أي قال بعضهم لبعض: (والله ما بموسى من بأس) أي من عيب (فقام الحجر) أي وقف (بعد) أي بعدما وصل إليهم (حتى نُظر) بالبناء للمجهول أي حتى نظروا (إليه) أي إلى موسى أي إلى سوأته (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فأخذ) موسى (ثوبه) من الحجر (فطفق) موسى بفتح الفاء وكسرها أي أخذ موسى يضرب (بالحجر ضربًا) وضرب موسى للحجر لعلمه أنه خُلقت فيه حياة، وفيه أن من فعل مثل هذا فهرب بشيء ثم رده أنه يؤدب إذا رده [قلت]: وإن كان ضرب أدب فشرطه مخالفته وهو كذلك هنا لأن فراره به من العداء (قال أبو هريرة) رضي الله عنه بالسند السابق: (والله إنه) أي إن الشأن والحال، وضمير الشأن اسم إن، وقوله:(بالحجر) متعلق بقوله: (ندب) وهو خبر مقدم والندب بفتحتين أصله أثر الجرح إذا لم يرتفع عن الجلد، وقوله:(ستة أو سبعة) صفة لندب (ضرب موسى - عليه السلام -) مبتدأ مؤخر (بالحجر) متعلق بضرب، والجملة من المبتدأ المؤخر والخبر المقدم في محل الرفع خبر إن، وجملة إن جواب القسم وجملة القسم مقول قال: وجملة القول مستأنفة استئنافًا نحويًّا ففي الكلام تقديم وتأخير، والتقدير قال أبو هريرة: أقسم بالله إن الشأن والحال ضرب موسى بالحجر لندب ستة أو سبعة بالحجر اهـ من الفهم السقيم. قال الأبي: وفي هذه الجملة تقديم وتأخير، وفي نسخته (والله إن بالحجر ندبًا ستة أو سبعة ضرب موسى - عليه السلام - بالحجر) وقال: والأصل ضرب موسى بالحجر ستة أو سبعة إنه بالحجر ندبًا فضرب موسى مبتدأ وبالحجر الخبر وإنه بالحجر إن واسمها وخبرها وندبًا حال وعلم أبي هريرة إن الأثر الذي بالحجر هو من ضرب موسى - عليه السلام - يحتمل أنه سمعه ولا يقال فيه الحلف على الظن لأنه لم يتواتر أنه أثر العصا لأن ما سمعه الصحابي معلوم له وإنما هو ظني لمن بعده اهـ منه.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد [٢/ ٣١٥]، والبخاري [٢٧٨]، والترمذي [٣٢١٩].