يريد الرمح صدر أبي براء ... ويرغب عن دماء بني عقيل
وقال آخر:
إن دهرًا يلف شملي بسلمى ... لزمان يهم بالإحسان
وقال آخر:
في مهمه فلقت به هاماتنا ... فلق الفؤوس إذا أردن نصولا
والنصول هنا: الثبوت في الأرض من قولهم نصل السهم إذا ثبت في الرمية فشبه وقع السيوف على رؤوسهم بوقع الفؤوس في الأرض الشديدة فإن الفأس يقع فيها ويثبت ولا يكاد بخرج، والمجاز موجود في القرآن والسنة كما هو موجود في كلام العرب لأنهما عربيان وقد استوفينا مباحث هذه المسألة في الأصول اهـ من المفهم.
وقوله:(قال الخضر) أي أشار إلى الجدار (بيده هكذا) أي إلى الاستقرار وعدم السقوط (فأقامه) أي فأثبته ومنعه من السقوط ففيه تعبير عن الفعل بالقول وهو شائع اهـ نووي، وقوله:(قال بيده هكذا فأقامه) يعني به أشار إليه بيده فقام، فيه دليل على كرامات الأولياء وكذلك كل ما وُصف من أحوال الخضر في هذا الحديث وكلها أمور خارق للعادة هذا إذ تنزلنا على أنه ولي لا نبي، وقد اختلف فيه أئمة أهل السنة والظاهر من مساق القصة واستقراء أحواله مع قوله:(وما فعلته عن أمري) أنه نبي يوحى إليه بالتكليف والأحكام كما أوحي إلى الأنبياء غيره غير أنه ليس برسول وهذا هو القول الراجح فيه لأن خير الأمور أوسطها اهـ من المفهم.
(قال له): أي للخضر (موسى) هم (قوم أتيناهم فلم يضيفونا ولم يطعمونا) الطعام {لَوْ شِئْتَ} يا خضر {لَاتَّخَذْتَ} بوزن علمت أي لأخذت هذه قراءة ابن كثير وأبي عمرون ويعقوب وقراءة غيرهم {لَاتَّخَذْتَ} وهما لغتان بمعنى واحد من الأخذ وهذه المقالة صدرت من موسى سؤالًا على سبيل العرض وهو الطلب برفق ولين لا على سبيل الاعتراض {عَلَيهِ} أي على عملك هذا الذي هو إقامة الجدار بالإشارة {أَجْرًا} أي أجرة