للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَال: السَّلامُ عَلَيكُمْ، فَكَشَفَ الثوبَ عَنْ وَجْهِهِ قَال: وَعَلَيكُمُ السَّلامُ. مَنْ أَنتَ؟ قَال: أَنَا مُوسَى. قَال: وَمَنْ مُوسَى؟ قَال: مُوسَى بَنِي إِسرَائِيلَ. قَال: مَجِيءٌ مَا جَاءَ بِكَ؟

ــ

دونه أي على وسط القفا لم يمل عنه يمينًا ولا شمالًا، قال النووي: "حلاوة القفا هي وسط القفا والقفا مؤخر الرأس ومعناه لم يمل على أحد جانبيه وهي بضم الحاء وفتحها وكسرها أفصحها الضم .. إلخ اهـ نووي، ويقال فيه أيضًا حلاواء بفتح الحاء والمد في آخره، وحلاوى بضم الحاء والقصر، وحكى أبو عبيد حلواء بالمد أيضًا، وفيه جواز النوم والاستلقاء كذلك بل استحبه بعضهم للتفكر في الملكوت، وفي بعض روايات البخاري أنه وجده على طنفسة خضراء على كبد البحر مسجي بثوب وكبد البحر وسطه وكبد كل شيء وسطه، والطنفسة بساط صغير كالنمرقة يقال: بضم الطاء والفاء وبكسرهما وبكسر الطاء وفتح الفاء من الأبي. قال القرطبي (قوله: حلاوة القفا) يعني بها والله أعلم أن هذه الضجعة مما تستحل لأنها ضجعة استراحة فكأنه أو حلاوة ضجعة القفا وكان هذه الضجعة من الخضر كانت بعد تعب عبادة وآثر هذه الضجعة لما فيها من تردد البصر في المخلوقات ورؤية عجائب السماوات فكان الخضر في هذه الضجعة متفرغ عن الخليقة مملوء لاح بما لاح له من الحق والحقيقة، ولذلك لما سلم عليه موسى - عليه السلام - كشف الثوب عن وجهه وقال: وعليك السلام من أنت؟ اهـ من المفهم فـ (قال) موسى للخضر: (السلام عليكم فكشف) الخضر (الثوب عن وجهه) فـ (قال) الخضر: (وعليكم السلام، من أنت؟ ) فـ (قال) موسى: (أنا موسى) فـ (قال) الخضر: (ومن موسى؟ ) فـ (قال) موسى أنا (موسى بني إسرائيل) فـ (قال) الخضر لموسى: (مجيء) عظيم بالرفع منونًا وبلا تنوين مبتدأ وسوغ الابتداء بالنكرة وصفه بصفة محذوفة و (ما) زائدة للتوكيد، وجملة (جاء بك) خبر المبتدأ أي مجيء عظيم جاء به، والجملة الاسمية مقول قال، قال القاضي عياض: ضبطناه عن أبي بحر بضم الهمزة بدون تنوين، وما حينئذٍ للاستفهام، والمعنى مجيء أي شيء جاء بك أي جئت لماذا؟ وعن غيره منونًا وهو أظهر أي مجيء لأمر عظيم جاء بك وقد تجيء ما للتهويل والتعظيم، ومنه قولهم لأمر ما تدرعت الدروع وجاء بك خبر لهذا المبتدأ اهـ من الأبي، قال القرطبي: قوله: (مجيء ما جاء بك) ضبطه ابن ماهان بالهمز والتنوين وعلى هذا

<<  <  ج: ص:  >  >>