للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يَا رَسُولَ اللهِ، لَوْ أَن أَحَدَهُمْ نَظَرَ إِلَى قَدَمَيهِ أَبْصَرَنَا تَحْتَ قَدَمَيهِ. فَقَال: "يَا أَبَا بَكْرٍ، مَا ظَنُّكَ بِاثْنَينِ اللهُ ثَالِثُهُمَا"

ــ

إليه اهـ من المفهم. قال أبو بكر: (فقلت: يا رسول الله لو أن أحدهم نظر إلى قدميه أبصرنا تحت قدميه فقال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما) قال الحافظ في الفتح [٧/ ١١] (قوله لو أن أحدهم نظر) إلخ فيه مجيء الشرطية للاستقبال خلافًا للأكثر واستدل من جوزه بمجيء الفعل المضارع بعدها في نحو قوله تعالى: {لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ} وعلى هذا يكون قاله حالة وقوفهم على الغار، وعلى قول الأكثر يكون قاله بعد مضيهم شكرًا لله تعالى على صيانتهما منهم. [قلت]: ويؤيد الاحتمال الأول أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكر تسلية لخاطره: لا تحزن إن الله معنا. وهذا يدل على أن أبا بكر رضي الله عنه كان في حالة الخوف حينئذٍ، ولو كان قاله بعد زوال الخوف لم يكن لهذا الجواب معنى. قوله: (ما ظنك باثنين الله ثالثهما) قال النووي: معنى ثالثهما أي بالنصر والمعونة والحفظ والتسديد؛ فالمراد ناصرهما ومعينهما وإلا فالله ثالث كل اثنين بعلمه، وفيه عظيم توكل النبي صلى الله عليه وسلم حتى في هذا المقام، وفيه فضيلة لأبي بكر رضي الله عنه وهي من أجل مناقبه، والفضيلة من أوجه منها هذا اللفظ، ومنها بذله نفسه ومفارقته أهله وماله إلخ اهـ نووي. قال الحافظ: وفي الحديث منقبة ظاهرة لأبي بكر، وفيه أن باب الغار كان ضيقًا فقد جاء في السير للواقدي: أن رجلًا كشف عن فرجه وجلس يبول فقال أبو بكر: قد رآنا يا رسول الله، فقال: "لو رآنا لم يكشف عن فرجه" اهـ[قلت]: والمذهب الصحيح أن يقال في تفسير معية الله مع عباده هي صفة ثابتة لله تعالى نثبتها ونعتقدها لا نكفيها ولا نمثلها ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد [١/ ٤] والبخاري في مواضع كثيرة منها في فضائل الصحابة باب مناقب المهاجرين وفضلهم [٣٦٥٣] والترمذي في التفسير سورة التوبة [٣٠٩٦].

ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث أبي بكر بحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه فقال:

<<  <  ج: ص:  >  >>