أمره (على جيش) غزوة (ذات السلاسل) هو ماء لبني جذام بناحية الشام (فأتيته) صلى الله عليه وسلم (فقلت) له (أي الناس أحب إليك) أي أشد محبوبية عندك (قال) أحبهم إلي (عائشة قلت: من الرجال قال): أحبهم إلي (أبوها، قلت: ثم من) أحبهم إليك (قال عمر): فسألته غيرهم (فعد) لي (رجالًا) غير هؤلاء المذكورين فتركته مخافة أن يجعلني أخيرًا.
قوله:(ذات السلاسل) بفتح السين جمع سلسلة، قيل: سميت بذلك لأن المشركين ارتبط بعضهم إلى بعض مخافة أن يفروا، وقيل: لأن بها ماء يقال له السلسل وذكر ابن سعد أنها وراء وادي القرى وبينها وبين المدينة عشرة أيام، وقيل: سمي المكان بذلك لأنه كان به رمل بعضه على بعض كالسلسلة وكانت هذه الغزوة سنة سبع، ونقل ابن عساكر الاتفاق على أنها كانت بعد غزوة مؤتة وحورب فيها بنو لحم وحذام. قوله:(أي الناس أحب إليك) ووقع عند ابن سعد بسبب هذا السؤال أنه وقع في نفس عمرولما أمَّره النبي صلى الله عليه وسلم على الجيش وفيهم أبو بكر وعمر أنه مقدم عنده في المنزلة عليهم فسأله لذلك اهـ. وفي القرطبي: سبب هذا السؤال أنه أخرجه الحرص على معرفة الأحب إليه ليقتدي به صلى الله عليه وسلم في ذلك فيحب من أحبه فإن المرء يكون مع من أحب اهـ من المفهم. قوله في الجواب:(عائشة) يدل على جواز ذكر مثل ذلك وأنه لا يعاب على من ذكره إذا كان المقول من أهل الخير والدين ويقصد بذلك مقاصد الصالحين، وإنما بدأ النبي صلى الله عليه وسلم بذكر محبة عائشة أولًا لأنها محبة جبلية ودينية وغيرها دينية لا جبلية فقدم الأصل على الطارئ. قوله:(أبوها ثم عمر) يدل على تفاوت ما بينهما في الرتبة والفضيلة وهو يدل على صحة ما ذهب إليه أهل السنة اهـ من المفهم. قوله:(فعد رجالًا) زاد البخاري في المغازي: فسكت مخافة أن يجعلني في آخرهم. والله أعلم.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد [٤/ ٢٠٣] والبخاري في فضائل الصحابة باب قوله: لو كنت متخذًا خليلًا [٣٦٦٢] وفي المغازي باب غزوة ذات السلاسل [٤٣٥٨] والترمذي في المناقب باب فضل عائشة رضي الله عنها [٣٨٨٥].