(قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بينا) ظرف كبين زيدت فيه الألف تلازم الإضافة إلى الجمل (راع) مبتدأ سوغ الابتداء بالنكرة قصد الجنس وأعل كقاض (في غنمه) خبر له، وجملة (عدا عليه الذنب) جواب بينا أي وثب الذئب وتعدى عليه أي على الراعي (فأخذ منها) أي من غنمه (شاة) والمعنى بينا وجود الراعي في غنمه تعدى عليه الذئب فأخذ من غنمه شاة (فطلبه) أي فطلب (الراعي) الذئب وأجرى وراءه (حتى استنقذها منه) أي حتى استنقذ الشاة وأخرجها من يد الذئب وخلصها منه (فالتفت إليه) أي إلى الراعي (الذئب فقال) الذئب (له) أي للراعي: (من لها يوم السبع) أي من يتكفل بحفظها ويمنعني عنها يوم يطردك السبع الكبار عنها كالأسد والنمر وتفر منه وبقيت أنا فيها لا راعي لها غيري لفرارك من السبع فأفعل فيها ما أشاء اهـ نووي. وأكثر المحدثين أن السبع بضم الباء، والمراد من يوم السبع يوم تغلب فيه السباع على الغنم، وقال الداودي: المراد من السبع هنا الأسد، والمعنى إذا طرق الأسد على غنمك فتفر أنت منه وأتخلف أنا فيها لا راعي لها غيري وضبطه ابن العربي وغيره بسكون الباء، وهو اسم ليوم العيد كان لهم في الجاهلية يشتغلون باللعب واللهو فيغفل الراعي عن غنمه فيتمكن الذئب من الغنم، وأشبه ما قيل في السبع ما حكاه الحربي أن سكون الباء لغة فيه اهـ مفهم.
وقوله:(يوم ليس لها راع غيري) بدل من يوم السبع قاله مبالغة في تمكنه منها، وكأنه قال: من يستنقذ هذه الشاة يوم ينفرد السبع بها ولا يكون معها راع ولا يمنعها منه أحد اهـ مفهم. وقال الحافظ في الفتح [٧/ ٢٧] ولم أقف على اسم هذا الراعي، وقد أورد البخاري الحديث في ذكر بني إسرائيل وهو مشعر بأنه عنده ممن كان قبل الإسلام.
(فقال الناس: سبحان الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فإني أومن) أي أصدق (بذلك) أي بكلام الذئب (أنا وأبو بكر وعمر) رضي الله تعالى عنهما، وقد وقع كلام الذئب لبعض الصحابة في نحو هذه القصة فروى أبو نعيم في الدلائل من طريق ربيعة بن أوس، عن أنس بن عمرو، عن أهبان بن أوس قال: كنت في غنم لي فشد