٦٠٥٢ - (٢٣٧٩)(١٣٤)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو أسامة) حماد بن أسامة الهاشمي الكوفي (حدثنا عبيد الله) بن عمر بن حفص العمري المدني (عن نافع عن ابن عمر) رضي الله عنهما. وهذا السند من خماسياته (قال) ابن عمر: (لما توفي) ومات (عبد الله بن أبي ابن سلول) هكذا صوابه أن يكتب ابن سلول بالألف ويعرب بإعراب عبد الله لأنه وصف ثان له لأنه عبد الله بن أبي وهو أيضًا عبد الله بن سلول فأبي أبوه، وسلول أمه فنسب إلى أبويه جميعًا ووصف بهما. وقوله:(جاء ابنه عبد الله بن عبد الله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم) جواب لما الشرطية وكان رأس المنافقين، وذكر الواقدي أنه مات بعد منصرفهم من تبوك في ذي القعدة سنة تسع، واستمر مرضه إلى عشرين يومًا، وكان قد تخلف من غزوة تبوك كذا في عمدة القاري [٨/ ٦٤٩] وكان ابنه عبد الله بن عبد الله من فضلاء الصحابة، وقد غير رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمه من الحباب إلى عبد الله شهد بدرًا وما بعدها، واستشهد يوم اليمامة في خلافة أبي بكر رضي الله عنهما، ومن مناقبه أنه بلغه بعض مقالات أبيه فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستأذنه في قتله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"بل أحسن صحبته" أخرجه ابن منده من حديث أبي هريرة بإسناد حسن كذا في الفتح [٨/ ٣٣٤].
(فسأله) أي فسأل ابنه النبي صلى الله عليه وسلم (أن يعطيه قميصه) أي أن يعطي النبي صلى الله عليه وسلم قميصه لذلك الابن لأجل (أن يكفن) ذلك الابن (فيه) أي في قميص النبي صلى الله عليه وسلم (أباه) عبد الله بن أبي لتناله بركة جسده صلى الله عليه وسلم قال الحافظ: وكأنه كان يحمل أمر أبيه على ظاهر الإسلام فلذلك التمس من النبي صلى الله عليه وسلم أن يحضر عنده ويصلي عليه ولا مميما وقد ورد ما يدل على أنه فعل ذلك بعهد من أبيه، ويؤيده ما أخرجه الطبراني من طريق الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما مرض عبد الله بن أبي جاءه النبي صلى الله عليه وسلم فكلمه، فقال: قد فهمت ما تقول فامنن علي فكفني في قميصك وصل علي ففعل. فكان عبد الله بن أبي أراد بذلك دفع العار عن ولده وعشيرته بعد موته فأظهر الرغبة في