وهو عبارة عن الإتيان بكلمتين متشابهتين خطا لا لفظا، ويقال له تجنيس الخط أيضا، ومثاله من كتاب الله تعالى: قوله: وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً (١٠٤)
[الكهف: ١٠٤] ومن السنة النبوية قوله صلّى الله عليه وسلّم: عليكم بالأبكار فإنهن أشد حبا وأقل خّبا، والخبّ الخداع، وقول أمير المؤمنين: قصّر من ثيابك فإنه أبقى وأتقى وأنقى، ومنه قول البحترى يمدح المعتز بالله:
ولم يكن المغتزّ بالله إذ شرى ... ليعجز والمعتزّ بالله طالبه
وإنما لقّب ما هذا حاله بالمصحّف، لأن من لا يفهم المعنى فإنه يصحّف أحدهما إلى الآخر لأجل تشابههما فى وضع الخط كما ترى ويقال له المرسوم أيضا، ومن هذا قول بعضهم غرك عزك فصار قصارى ذلك ذلّك، فاخش فاحش فعلك، فعلّك بهذا تهدى، وقوله فى الحريريات فملت لمجاورته إلى محاورته، ولا يزكو بالخيف من يرغب فى الحيف، ومن ذلك ما قاله أبو فراس:
من بحر شعرك أغترف ... وبفضل علمك أعترف
وغير ذلك.
الضرب السابع [المضارع]
وهو أن يجمع بين كلمتين هما متجانستان لا تفاوت بينهما إلا بحرف واحد سواء وقع أولا أو آخرا أو وسطا حشوا، والمضارعة المشابهة وسمى الضّرع ضرعا، لأنه يشابه أخاه فى الصورة، فلما تشابها فى هذا الحرف لقب بالمضارع لما ذكرناه، ثم يقع على وجهين،
الوجه الأول أن يقع الاتفاق فى الحروف المتقاربة، [التجنيس اللاحق]
ومثاله قوله عليه السلام: الخيل معقود بنواصيها الخير، فاللام والراء متقاربان، وفى الحريريات لهم فى السير جرى السيل، وإلى الخير جرى الخيل، وقوله وبينى وبين كنى ليل دامس، وطريق طامس، وقوله ويطفى حر