لا كان إنسان، تيمّم صائدا ... صيد المها فاصطاده إنسانها
وثالثها أن يقعا على هذه الصفة لكنهما يتفقان معنى، ويختلفان من جهة الصورة، ومثاله قول امرىء القيس «١» :
إذا المرء لم يخزن عليه لسانه ... فليس على شىء سواه بخزّان
وفى الحريريات:
ولو استقامت كانت ال ... أحوال فيها مستقيمه
[الضرب السابع أن تقع إحدى الكلمتين فى آخر المصراع الأول موافقة لما فى عجز المصراع الثانى،]
ومتى كان الأمر كما قلناه فهو على وجهين، أحدهما أن تكون الموافقة فى المعنى والصورة، ومثاله ما قاله أبو تمام فى بعض مدائحه «٢» :
ومن كان بالبيض الكواعب مغرما ... فما زلت بالبيض القواضب مغرما
فالغرام بالشىء، الولوع به، وهما متفقان فى هذا المعنى كما ترى مع اتفاقهما فى الصورة والبناء. وثانيهما أن تكون الموافقة بينهما فى الصورة دون المعنى، مثاله ما ورد فى الحريريات «٣» :
فمشغوف بآيات المثانى ... ومفتون برنّات المثانى
فالمثانى الأول هو آيات الفاتحة، وسميت مثانى لأنها تثنى فى الصلاة، والمثانى الثانى هو ما يثنى من الأوتار.
[الضرب الثامن أن يلاقى أحد اللفظين الآخر فى الاشتقاق ويخالفه فى الصورة،]
ومثاله قول البحترى:
ففعلك إن سئلت لنا مطيع ... وقولك إن سألت لنا مطاع
فكلاهما مشتق من الطاعة، لكن الأول اسم فاعل من أطاع، والثانى اسم مفعول من