للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولأبى نواس:

فثوبى مثل شعرى مثل نحرى ... بياض فى بياض فى بياض

ومن عجيب ما جاء فى التطريز من أبيات: ... فثوبك مثل شعرك مثل بختى

سواد فى سواد فى سواد

فالأول مقول فى لابس ثوب أبيض والثانى فى لابس ثوب أسود، ولقد أحسنا فى ذلك غاية الإحسان.

الصنف الخامس فى الاطّراد

وهو مخالف لما ذكرناه من قبل من الاستطراد، فإنا قد ذكرنا أن الاستطراد يكون كلام ثم تدخل عليه كلاما أجنبيا عنه ثم ترجع إلى الأول، بخلاف الاطراد، فإنه ذكر اسم الممدوح بعينه ليزداد إبانة وتوضيحا على ترتيب صحيح ونسق مستقيم من غير تكلف فى النظم ولا تعسف فى السبك حتى يكون ذكر الاسم فى سهولته كاطراد الماء وسهولة جريه وسيلانه ومثاله ما قال بعض الشعراء «١» :

إن يقتلوك فقد ثللت عروشهم ... بعتيبة بن الحارث بن شهاب

قال الأعشى «٢» :

أقيس بن مسعود بن قيس بن خالد ... وأنت امرؤ يرجو شبابك وائل

وقال دريد بن الصمة «٣» :

قتلنا بعبد الله خير لداته ... ذؤاب بن أسماء بن زيد بن قارب

وقال آخر:

من يكن رام حاجة بعدت عن ... هـ وأعيت عليه كل العياء

فلها أحمد المرحّى ابن يحيى ب ... ن معاذ بن مسلم بن رجاء»

فأما ذكر الأمهات والجدات فليس محمودا عند البلغاء وأهل العلم بالمدائح الشعرية لما فيه من الركة وإنزال قدر الممدوح، وقد عيب على أبى نواس فى مدحه لمحمد الأمين ذكره

<<  <  ج: ص:  >  >>