وما درّة الغوّاص صبّر نفسه ... ليغنم منها عرضة للمتالف
بأحسن من بنت ابن عمران فى الدّنا ... يراع لها من هزّة كلّ واصف
فانظر إلى ما حوته هذه الأبيات من التشبيه الحسن، والتفريع اللائق.
الوجه الثانى ما يكون على خلاف هذه الصفة، وهو أن يأتى المتكلم بصفة يقرب إليها ما هو أبلغ منها فى معناها فيذكرها ليفرع عليها غيرها، وهذا كما قال بعض الشعراء:
أحلامكم لسقام الجهل شافية ... كما دماؤكم تشفى من الكلب «١»
ففرع عن وصفه لهم بشفاء أحلامهم لسقام الجهالات، شفاء دمائهم من دماء الكلاب الكلبة، وكما قال ابن المعتز:
كلامه أخدع من لحظه ... ووعده أكذب من طيفه «٢»
فبينا هو يصف خدع كلامه، إذ فرّع عليه وصف كذب وعده، وقوله أيضا:
وكأنّ حمرة لونها من خدّه ... وكأنّ طيب نسيمها من نشره
حتى إذا صبّ المزاج تشعشعت ... عن ثغره فحسبته من ثغره «٣»