للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلقد أبدع فيما قاله وأظنه يحكى عن مسلم بن الوليد وهو من رقائقه التى اختص بها ونفائس ما نظمه وأراد أن الواشى مذموم لا محالة لما يفعله من القبيح، لكن العلة فى حسن إساءته؛ هو أنه يخاف على محبوبته من وشايته، فامتنع دمع عينيه من أجل الخوف والفشل فسلم إنسان عينه من أن يغرق بدموعه لمّا كان خائفا مذعورا من الوشاية، فلا وجه لتعليل حسن الوشاية إلا هذا وكقول من قال من الشعراء:

فإن غارت الغدران فى صحن وجنتى ... فلا غرو منه لم يزل وابل يهمى

وألحق به ما هو بمعناه وهو التعجب كقوله:

أيا شمعا يضىء بلا انطفاء ... ويا بدرا يلوح بلا محاق

فأنت البدر ما معنى انتقاصى ... وأنت الشمع ما سبب احتراقى

<<  <  ج: ص:  >  >>