للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أيام بنى أمية غازيا وربيعة حمل في بطن أمه وخلف عند زوجته أم ربيعة ثلاثين ألف دينار فقدم المدينة بعد سبع وعشرين سنة وهو راكب فرسا بيده رمح فنزل عن فرسه ثم دفع الباب برمحه فخرج ربيعة فقال له: يا عدو اللَّه! أتهجم على منزلي؟ فقال: لا، وقال فروخ (١): يا عدو اللَّه! أنت رجل دخلت على حرمتي، فتواثبا وتلبب كل واحد منهما بصاحبه، حتى اجتمع الجيران فبلغ مالك بن أنس والمشيخة فأتوا يعينون ربيعة فجعل ربيعة يقول: واللَّه لا فارقتك إلا عند السلطان، وجعل فروخ يقول: واللَّه لا فارقتك إلا بالسلطان وأنت مع امرأتي، وكثر الضجيج، فلما بصروا بمالك سكت الناس كلهم، فقال مالك: أيها الشيخ [لك سعة في غير هذه الدار، فقال الشيخ (٢)] هي


بالمدينة، وكان أنس بالكوفة فكأنه سمع منه في قدمة قدمها أنس المدينة، وقد عمر أنس وكبر وضعف ومات سنة ٩٣ أو قبلها فقدمته المدينة لا بد أن تكون قبل هذه السنة بمدة وكان سماع ربيعة من أنس سماعا متقنا كما يدل عليه سياق الحديث ورواية مالك وغيره له واعتماد صاحبي الصحيحين عليه فكم ترى يكون سن ربيعة حين سمع من أنس؟ وكم ترى يكون سنه في سنة ٩٣؟ وإنما ولد مالك سنة ٩٣، فكم ترى يكون سن مالك حين بلغ سن ربيعة ٢٧ سنة؟ وهي السنة التي وقعت فيها القصة كما يزعم راويها وهل يمكن أن يكون في ذاك السن من المشيخة وقد بلغ من الشهرة والحلالة ما تقوله القصة؟. اما السائب بن يزيد فقد قيل إنه توفى سنة ٨٢ وقيل سنة ٩١ وقيل غير ذلك. وبالجملة فإن لم تكن القصة مختلفة برمتها فقد زيد فيها أشياء مختلفة واللَّه المستعان.
(١) كذا في ك ومثله في تاريخ بغداد، وفي س وم بعد (منزلي) «فقال له فروخ» وهو الملائم للسياق.
(٢) سقط من ك.