في الدنيا الراغبين في الآخرة، واشتهر منهم بهذا الاسم أبو بكر محمد بن داود بن سليمان الزاهد النيسابورىّ، شيخ عالم سديد السيرة ورع متعبّد متزهد، سافر الكثير وجال في الأقطار، وأدرك الأسانيد العالية، وأكثر من الحديث، سمع بنيسابور إبراهيم بن أبي طالب، وبهراة الحسين بن إدريس الأنصاري، وبجرجان عمران بن موسى السختياني، وبنسا الحسن ابن سفيان، وبمرو حماد بن أحمد القاضي السلمي، وبالري محمد بن أيوب الرازيّ، وببغداد جعفر بن محمد الفريابي، وبالبصرة أبا خليفة الفضل بن الحباب، وبالأهواز عبدان بن أحمد العسكري، وبالكوفة محمد بن جعفر القتات وبمكة المفضل بن محمد الجندي، وبمصر أبا عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي، وبالشام الفضل بن عبد اللَّه الأنطاكي، وبالموصل أبا يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي، وغيرهم، روى عنه أبو زكريا يحيى بن إبراهيم المزكي والحاكم أبو عبد اللَّه محمد بن عبد اللَّه الحافظ، وذكره الحاكم في التاريخ وقال: أبو بكر بن داود الزاهد، كان كتب عن كل شيخ، كتب عنه أكثر حديثه، وصنف أكثر الشيوخ والأبواب وجمع أخبار المتصوفة والزهاد وعقد له الإملاء عند منصرفه إلى نيسابور، وكان لا يتخلف عنه كبير أحد، روى عنه أبو العباس بن عقدة ومشايخ العراق وسمع منه أبو بكر ابن أبي داود وأبو محمد بن صاعد والمتقدمون من المشايخ، وتوفى في يوم الجمعة لعشر بقين من شهر ربيع الأول سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة فغسله أبو عمرو بن مطر وصلى عليه يحيى بن منصور القاضي … وأبو عبد اللَّه محمد بن عبد اللَّه بن دينار العدل الزاهد، من أهل نيسابور، كان يصوم النهار