للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ويقوم الليل ويصبر على الفقر ولا يأكل إلا من كسب يده ويتصدق بما فضل من قوته، ما رأيت في مشايخ أصحاب الرأي أعبد ولا أكثر اجتهادا منه [كان - (١)] يحج في كل عشر سنين ويغزو [في - (١)] كل ثلاث سنين، وكان عارفا بمذهب أبي حنيفة ، ولا يرغب في الفتوى والرئاسة، إنما كان عمله الصلاة وقراءة القرآن عند فراغه/ من الكتب، سمع الحسين ابن الفضل والسري بن خزيمة ومحمد بن أحمد بن أشرس وأحمد بن محمد بن نصر والعباس بن حمزة وأقرانهم وكان [قد -] سمع المسند من أحمد ابن سلمة والتفسير من أحمد بن نصر، سمع منه الحاكم أبو عبد اللَّه الحافظ، وذكره في تاريخ فقال: سمعت العبد الصالح محمد بن الفراء يقول: دخلت يوما على أبى عبد اللَّه بن دينار فبينا أنا عنده إذ دخل ابنه أبو محمد فقلت:

يا أبا محمد اسقنا ماء باردا فعدا وجاء بكوز جديد ملآن جمدا فناولني فشربت، فقلت: يا أبا عبد اللَّه أبو محمد ابنك من نبلاء الرجال أتحبه؟ فسكت ولم يجبني واشتغل (٢) بعمله حتى خرج ابنه، ثم قال [لي - (١)] يا أبا محمد كدت أن توقعني في شغل [قلب - (١) قلت: ولم ذاك؟ قال: لأن أبا محمد ولدى يحب الدنيا واللَّه تعالى يبغضها، وأنا لا أحب من يحب ما يبغضه اللَّه واللَّه يبغض الدنيا. توفى أبو عبد اللَّه بن دينار الزاهد منصرفه من الحج ببغداد نمرة صفر سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة، ودفن يوم الثلاثاء في مقبرة الخيزران، وصلى عليه ابنه أبو محمد، وكان معه، ودفنه


(١) من س وم.
(٢) في س وم «أتحبه؟ فلم يجبني فاشتغل».